19-5-2020

استيقظت صباحاً بكامل نشاطي، أتممت العديد من المهام.
كالعادة بشكل مفاجئ، كل شيء تغير بالنسبة لي.


موجة بكاء طويلة وسط النهار بلا أي سبب، تعب ووهن شديدين لدرجة شعرت فيها بأني أن أستطيع التحرك من مكاني ثانيةً. أصبحت أفكر جدياً بشكل حياتي بعد فقداني لساقي، كما فكرت فيما إذا كان بإمكاني تجنب الاكتئاب أو إنهاء حياتي في هذه الحالة، أو كيف سأستطيع التخلي عن ساعات المشي مع صديقتي والتي أعتبرها جزء مهم جداً في حياتي.
استمعت إلى الموسيقى المفضلة لدي بعد انقطاعي عن سماع أي شيء لفترة طويلة.
شعرت بالحنين لنفسي، أشعر وكأني لا أعرفني.
أتخيل بأن حياتي ستكون هكذا طوال الوقت وخاصةً بعد ظهور الأعراض الليلية في وضح النهار.
أشعر وكأني سأكمل حياتي وأنا ذاتي هذه العجوز التي لا تستطيع تحمل الصوت العالي، ولا محادثة مع أكثر من شخص، لا تستطيع سماع شيء أغلب الوقت وبالكاد تستطيع التركيز لقراءة أي شيء.
حياتي في المنزل قلبت فجأة، أصبحت فجأة ربة منزل ذات وسواس واهتمام زائد بمهام المنزل. وأبتعد في الوقت نفسه عن أي مهمة أو عمل يحتاج إلى الكثير من التركيز.
لذلك يبدو أني سأفقد عملي إن لم أقوم ببعض التغييرات. كما أنني مصدومة بهذا التغيير وأنا التي لا تستطيع احتمال هذا النوع من النساء.
أود فقط لو أعلم كم سيأخذ موضوع التعافي من وقت، لا أتخيل التعافي الكامل لكن على الأقل أن أعيش حياة شبه طبيعية أستطيع فيها السيطرة على نفسي.
كل شيء فيني مقيت، حتى لو جلست مع عائلتي مساءً، أشعر بأني تحولت لشخص مقيت وعجوز ومتذمر، أنتظر ساعات المساء وموعد الدواء لأخلد إلى النوم.

19/5/2050

Published by سارة شهيد

متعددة الإمكانات حاصلة على ماجستير في الاقتصاد السلوكي. مدوِّنة، مترجمة، باحثة وناشطة اجتماعية. مهتمة بعالم الأعمال والتسويق، السياحة، الكتب، الفنون والثقافات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *