أسطورة “فقط غيّر أفكارك”، وهل تغيير الافكار أمر فعال لجعل حياتك أفضل

تغيير الافكار

هل حقًا تستطيع أن تصلح حياتك عن طريق تغيير الافكار

الأفكار تثير العواطف، والعواطف تؤدي إلى أفعال، لتغيير التصرفات والعواطف يقول المنطق بأننا نحتاج إلى استبدال الأفكار الخاطئة بأخرى صحيحة.

إن فكرة إصلاح التفكير الخاطئ تعتمد على علاج العواطف المعقدة والسلوكيات غير المنتجة.

هي فكرة ثورية قبل بضعة عقود فقط، وبمثابة حجر الزاوية في العلاج السلوكي المعرفي، وهي أحد أكثر طرق العلاج النفسي نفوذاً وبحثاً. 

في الوقت الحاضر، يتم الترويج لـ تغيير الافكار بنشاط من قبل الكثير من المدربين.

“غير طريقة تفكيرك لتخسر وزنًا”

“أنت فقير بسبب أفكارك”

“10 أشياء خاطئة في تفكيرك تمنعك من مقابلة حب حياتك”

من الجيد أن تصبح فضوليًا بشأن أفكارك والطريقة التي تؤثر بها على شعورك وتصرفك وهذا الشيء يستحق أن يأخذ من وقتك.

فأنت بحاجة لرؤية مدى ارتباط التفكير والسلوك لتستطيع كسر الحلقة في نهاية المطاف.

ومع ذلك، إذا كنت تأمل أن يؤدي تحديد واستبدال كل فكرة “غير صحيحة” إلى تحريرك من المشاعر الغير سارّة، بشكل مطلق وإلى الأبد، فستحتاج حينها إلى التقليل من توقعاتك.

ولا بد من معرفة السبب الذي يجعل من إصلاح أخطاء التفكير غير مجدي لجميع المشاكل العاطفية في حياتك:

ماذا لو كانت الفكرة التي تسبب مشاعر مضطربة أو سلوكيات غير المنتجة غير دقيقة؟

افترض أنك على وشك أن تقرأ قصائدك أمام عدد كبير من الجمهور لأول مرة في حياتك، وأنت خائف من أن تحرج أمامهم، مما يجعلك ترغب بإلغاء الأمسية.

الفكرة ستكون في رأسك على النحو التالي: “سيقولون أن قصائدي فظيعة!” مما يسبب الاضطراب والقلق والشك، إذًا كيف يمكننا إصلاح ذلك؟ 

هل يمكنك أن تخبر نفسك أن الجميع سيحبها؟ لماذا يجب عليهم؟ الأذواق تختلف.

إذا كانت هذه هي المرة الأولى، فقد لا تكون هذه القصائد رائعة حقًا.

وإذا كان جمهورك كبيرًا، فمن المحتمل جدًا أن يكون هناك بضعة أشخاص على الأقل ممن سيشعرون بجمال شِعرك.

إذا كنت خائفًا من الموت! وهذا الخوف يجعلك تتجنب ركوب الطيارة وقيادة السيارات والقيام بالكثير من الأشياء الممتعة.

ستكون الفكرة في داخلك “أنا سوف أموت”، ولكن إذا كان هناك شيء واحد يمكن أن يتأكد منه الجميع، فهو أنهم سيموتون ذات يوم.

لا يعتبر السلوك المتجنب علاجًا لتغيير الأفكار.

لذا عليك أن تقوم بما يجب القيام به على الرغم من الأفكار والاضطراب العاطفي المصاحب.

وبغض النظر عما إذا كان ما تفكر فيه صحيحًا أو لا.

اقرأ أيضاً: أهم النصائح لـ التحكم في القلق

الأفكار تسبب العواطف، والعكس صحيح

تؤثر حالتنا العاطفية على طريقة تفكيرنا.

فعلى سبيل المثال عند حدوث أمر ما، قد يرى الشخص نفسه أن الأمر كارثة عندما يكون قلقًا وقد يراه بمثابة فرصة عندما يكون هادئًا.

فمثلًا أنت مدرس جيتار معروف في بلدتك الصغيرة، وحلت ذات يوم أزمة فيروس كورونا حيث طُلب منك ومن طلابك البقاء في المنزل.

ستكون في حالة صدمة، وكل ما يمكنك رؤيته في المستقبل هو الإفلاس الشخصي.

تمر بضعة أيام وتشعر بالهدوء وقد تخطر لك فكرة جديدة:

“لماذا لا تدير مدرسة جيتار عبر الإنترنت لتجني المزيد من الأموال لتعليم الناس من جميع أنحاء البلاد؟” 

الآن لو كانت فكرة المدرسة عبر الإنترنت قد خطرت ببالك قبل ذلك ببضعة أيام، لما كان لديها أي فرصة للنجاة من عاصفة القلق.

كان عقلك المشتت سيجيب: “هل أنت مجنون؟ من الذي يعلم الجيتار على الإنترنت؟”

لا يمكنك زرع الأفكار “الجيدة” في عقلك، إنها بحاجة إلى التربة العاطفية الصحيحة للتجذر والنمو.

ماذا إذا لم تعد تنام أو تأكل؟

الأفكار والعواطف تؤثر على بعضها البعض، وكلاهما يعتمد على حالة جسمك.

يمكن لأي امرأة في سن الإنجاب، وأي رجل كان على علاقة وثيقة مع هذه المرأة، أن يشهد على حقيقة أن العواطف تعتمد على الهرمونات.

في بعض الأحيان يكون الحل الوحيد القابل للتطبيق عند الشعور بشكل سيء والتفكير بالأفكار “المشوهة” هو الانتظار لبضعة أيام.

وعند هذه النقطة تقوم الأفكار بإصلاح نفسها بأعجوبة دون أي جهد من جانبك، كما أنها ستساعدك على الأكل والنوم. 

عندما لا يتم تلبية الاحتياجات الفزيولوجية الأساسية، فإن حالتنا العاطفية لا تتأثر وهذا لا علاقة له بأخطاء التفكير. 

ولكن سيؤدي الجوع إلى الإجهاد في دماغك كما أن النوم الكافي أمر هام للتنظيم العاطفي الصحي.

كيف يمكنك العمل مع أفكارك بكل جدية إذا كانت أفكارك قبل وبعد فنجان القهوة مختلفة تمامًا، في حين أن الظروف الموضوعية لم تتغير سوى قليلًا؟

لذا قبل الشروع في تغيير الافكار وتحديّها، ماذا عن بعض النوم المناسب ووجبة إفطار لطيفة؟ مع أو بدون قهوة، اعتمادًا على ما يفعله الكافيين بعقلك؟ 

المصادر

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *