13-5-2020

تأنيب الضمير لأسباب تافهة. اليوم فاجأني وجثم على صدري لفترة طويلة جعلتني أكره نفسي أكثر.
“حاسة روحي عم تطلع”
هذا أقل ما يمكن أن أصف به نفسي اليوم.


اليوم قررت تجربة عدم تناول المنوم قبل النوم. تناولت مضاد الاكتئاب فقط وبعدها ذهبت للنوم كالعادة حسب الروتين اليومي.
أشعر بأني أكاد أموت من النعس لكني لا أستطيع النوم، أرق أرق أرق لا يتوقف.
صداع يهاجمني كل دقيقة وشيء ما يجلس فوق قلبي ويتحكم بدقات قلبي.
وهناك في مكان ما شيء يستفز دموعي لتنهمر.
تراجعت عن قراري وقررت تناول المنوم بعد محاولاتي الفاشلة للنوم ووجود عدة مواعيد مهمة في اليوم التالي منها تصوير فيديو.
لكن ما من فائدة.
هناك من يطاردني، يرميني أمام مئات الأفكار والأحاسيس والأشخاص العالقين في ذاكرتي.
يذكرني بعجزي عن التعبير عن أبسط شعور لدي وتفاهات النطق التي ظهرت مؤخراً لدي.
حاولت أن أجلس بجانب أمي علني أهدأ قليلاً وتعود إلي القدرة على النوم لكني شعرت بأني محاطة بأكثر مما أستطيع من ضجة وأحاديث في الغرفة.
عدت لغرفتي أكتب هذه الكلمات وكلي ثقة بأنها مجرد كلمات تافهة.
كل ما أريد معرفته هو مدة العلاج المتوقعة والتي لا يمكن توقعها بسبب وضعي المتقلب.
أختنق بأنفاسي، ويقتلني عجزي عن القيام بأي شيء.
أشعر بأن كل شيء خامل في جسمي، حركة الدم، السيالات العصبية، قدرتي على النظر والتركيز، وكل شيء.
الكثير من الرسائل والايميلات المؤجلة، أفسدت عملي تقريباً.
أقول أحياناً بأني أستطيع الاستغناء عن شهر أو أكثر من حياتي مقابل فترة علاج هادئة وفعالة، لكن الفوضى التي تملأ حياتي تزيدني ذعراً.
لو أني أستطيع فقط ترتيبها بالحد الأدنى لاختفت الكثير من الفوضى.
أشعر بأني أكرر كلامي للطبيب كل مرة، ولا أشعر بأنه مهتم بما يكفي بمعرفة ما يساعدني على التعافي بعيداً عن الأدوية، بمعنى نمط الحياة الذي يناسبني ويبعدني عن القلق.
إنجازاتي القليلة، ضعفي، توقف عملي بشكل غير مهني، تضرر سمعتي، كلها أسباب تزيد من ثقل الحمل الجاثم فوق قلبي.
ذلك الشعور الذي لم أكن أعلم بأنه اكتئاب إلا بعد تناولي لحبات الدواء وبداية تأثيرها بعد عدة أيام.

13/5/2020

Published by سارة شهيد

متعددة الإمكانات حاصلة على ماجستير في الاقتصاد السلوكي. مدوِّنة، مترجمة، باحثة وناشطة اجتماعية. مهتمة بعالم الأعمال والتسويق، السياحة، الكتب، الفنون والثقافات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *