كيف تحافظ على هدوئك رغم المخاوف المتعلقة بكورونا: استراتيجية للتغلب على القلق الوبائي

كيف تحافظ على هدوئك رغم المخاوف المتعلقة بكورونا

كيف تحافظ على هدوئك رغم المخاوف المتعلقة بكورونا ؟ لم يقتصر مرض كوفيد 19 (المعروف بكورونا) على خسائر جسدية فحسب، بل تعدى ذلك إلى آثار نفسية كبيرة، سواءً بما يتعلق بقلق الناس على أنفسهم من خطر الاصابة بالعدوى أو خوفهم من فقدان أحبتهم، أو من تعطل عجلة الحياة المعيشية والاقتصادية، بالإضافة لصعوبة التكيف مع العزلة التي أدت ببعض الأحيان للإكتئاب، مما جعل للفيروس آثار عقلية وصحية شديدة.
لكن لحسن الحظ هناك حل بسيط نسبيًا لتخطي الأعراض غير الجسدية لهذا المرض. يرتكز الحل على إعادة صياغة الخوف وإعادة تركيز الانتباه.

إعادة صياغة الخوف

قام جيوفا مباتيستا بريستي وآخرون بدراسة ديناميات الخوف، فوجدوا أن القلق والخوف انتشرا بالتوازي مع تفشي فيروس كوفيد.
ولاحظوا أن الناس يتفاعلون مع الخوف بشكل رمزي وأنهم يربطونه بالأحداث التي يمرون بها من خلال ما يسمى بالعلاقات اللفظية المشتقة، وذلك له تأثير على فهمنا لطبيعة العلاقة التي تربطنا مع عالمنا.
عمل الباحثون على صياغة نموذج لتعزيز المرونة النفسية وقاموا ببعض الإجراءات الوظيفية على القيمة على أمل أن  تكون مفتاحًا للتعايش والتكيف خلال فترة الوباء وما بعده.

الضغط الوبائي وعلم النفس المرضي

لاحظ بريستي وأصدقائه تعرض مقدمي الرعاية الصحية والمرضى والجمهور بشكل عام، لما يسمى الضغط النفسي الساحق. ناهيك عن التداعيات الأساسية للفيروس، والتي أثرت على سلوك المجتمع في مجالات كثيرة، أثناء محاولة الحد من انتشار الفيروس عبر الإغلاق المستمر.
وبحسب الأبحاث فإن الحجر الصحي المطول له تأثيرات نفسية سلبية تؤدي إلى الغضب والإرتباك وفي بعض الأحيان تتطور لأعراض إجهاد لاحقة الصدمة.
فالخوف من العدوى وضآلة المعلومات حول المرض والملل، بالإضافة إلى عدم كفاية الموارد والخسائر المالية ببعض الحالات، أضف الى ذلك وصمة العار التي قد تلحق المصاب كل ذلك له التأثير الأكبر بالضغط على المرضى والأصحاء على حد سواء.

اقرأ أيضًا: كيف تدعم شخص مصاب بالقلق أو الاكتئاب في ظل اجتياح فيروس كورونا

الانتباه كمضاد للمرض: قوة المرونة النفسية

من الناحية العملية هناك أمل بسيط لاستجابات محتملة لدى المرضى، فقد لاحظ بريستي وأصدقائه أن الإستجابة المرنة من الممكن أن تكون ترياقًا فعالًا للصلابة التي يسببها القلق.
فالمرونة النفسية هي مجموعة من المهارات على المستوى الشخصي أو الداخلي تسمح لنا بالتعرف على متطلبات المواقف المختلفة والتكيف معها، وتغيير العقليات أو الذخيرة السلوكية في حال تأثيرها على الأداء الشخصي والاجتماعي، والحفاظ على التوازن بين مجالات الحياة العامة.
فكن مدركًا منفتحًا ملتزمًا بالسلوكيات التي تتوافق مع القيم الراسخة.
لاحظ بريستي وأصدقائه أن مهارات المرونة النفسية يمكن أن تصد الآثار الضيقة للوباء الذي يغذي الخوف والقلق.
فنحن محاطون دائمًا بمجموعة متنوعة من المحفزات بإمكاننا التركيز عليها، للحد من الخوف والقلق. ومن الأمثلة البسيطة على ذلك:
تأثير الهواء النقي علينا، ومحادثة مع صديق عبر الهاتف، والأصوات في منزلنا، وزيادة ضربات القلب وكيف تستجيب للنشاط البدني، ومقارنة مذاق اللقمة الثانية من الحلوى مع اللقمة الأولى.
فمن خلال النظر لأفكارنا وتجربة الأحاسيس الجسدية، قد نكون قادرين على منع تصاعد القلق، والذي يمكن أن يسبب مشاكل عقلية أكثر خطورة مع مرور الوقت.
لاحظ بريستي وأصدقائه أن التفكير بهذه الطريقة يمنح الناس خيارات أفضل فيما يتعلق بكيفية قضاء وقتهم وطاقاتهم، كرعاية أنفسهم وعائلاتهم أو مساعدة الآخرين أو العمل.
وأشاروا أن الأبحاث الأخرى أيدت استنتاجاتهم تلك. مما يؤكد أن تنمية تلك المهارات يمكن أن يخلق نموًا بعد الصدمة  بدلًا  من اضطراب ما بعد الصدمة.

إعادة صياغة إيجابية للمستقبل 

لاحظ بريستي وأصدقائه أن القلق الناجم عن الوباء سيستمر في جذب انتباهنا، إلا أن مهارات المرونة النفسية يمكن أن تساعد في إعادة توجيهنا نحو أشياء ذات معنى.
فعلى الرغم من من أن الحجر الصحي والقيود الإجتماعية أجبروا الناس على تعديل أسلوب معيشتهم إلا أن المرونة النفسية قد تساعد في رؤية طرق إما إبداعية أو جديدة أو حتى أبسط للعيش حياة كاملة ومزدهرة في خضم العاصفة.

بإمكانكم الرجوع للمصدر  هنا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *