كيف يخدعك عقلك ويقودك إلى الأرق

الأرق

لا بد أنك تعلم أن النوم مهم جدًا لصحتك، وأن الأرق Insomnia يؤدي إلى جميع أنواع المشاكل الصحية.

وهذا ما سيجعلك تشعر بالكثير من القلق إن كنت تعاني من قلة النوم.

يأخذ عقلك مسؤولية حل المشكلات على عاتقه ويبدأ في التفكير بشأن كيفية الحصول على الراحة الليلية التي تشتد الحاجة إليها.

فتتبع الاقتراحات المنطقية التي يقترحها عقلك لتكتشف أنه بدلاً من التحسن، فإن نومك يزداد سوءًا.

فأنت لم تكن تعلم أن محاولة حل مشكلة نومك هو بالضبط ما يمنع حل مشاكل النوم. 

هل يبدو الأمر معقدًا للغاية؟ سيكون الأمر أسهل إذا حاولنا استكشافه عن كثب.

اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب القلق : الأعراض والأسباب والعلاج

يجب أن تعوض الأرق ونقص النوم 

يقول عقلك: “لم تنم في الليل، عليك أن تمنح نفسك فرص أكثر للحصول على النوم”.

وهذا ما يجعلك تقرر أن تأخذ قيلولة أو تذهب إلى النوم في وقت مبكر، ولكن جسدك معتاد على النوم في وقت محدد، لذا سيكون من الصعب أن تنام في غير موعدك حتى وإن كنت متعبًا. 

إن أخذت قيلولة، ستخفف من ضغط النوم، ولن يتبقى لديك ما يكفي من النوم في الليل.

فأنت تحتاج إلى ضغط نوم كافٍ حتى تتمكن من الوصول إلى النوم العميق. كلما بقيت مستيقظًا لفترة أطول، كلما استطعت أن تنام بشكل أفضل. 

يجب أن تأخذ الأمر بسهولة بعد ليلة من الأرق وتتخطى أنشطتك اليومية

عندما لا تنام، قد يخبرك عقلك بإلغاء خططك والاسترخاء، لكن هذا يؤدي إلى نتائج عكسية.

فمن خلال الراحة والبقاء في المنزل، ستحرم جسدك من حاجته إلى النوم الجيد في الليلة التالية.

فأنت تحتاج إلى ضوء النهار والرياضة وممارسة أنشطتك اليومية من أجل الحصول على نومٍ كافٍ.

حتى وإن لم تطاوعك إرادتك بالقيام بالأعمال الحساسة، فقد يوقظك التنزّه ويزيد من فرصك في النوم بشكل أفضل في الليل.

حاول أن تتعب نفسك لتنام بعمق

عليك أن تشغل نفسك أثناء النهار حتى تتمكن من النوم جيدًا في الليل. ولكن من السهل المبالغة في الأمر أيضًا.

عندما يتحول العمل إلى إجهاد مزمن، يصبح الجهاز العصبي مفرط التحفيز، مما يؤدي إلى عدم القدرة على النوم نتيجة لذلك.

لذا عندما يكون لديك يوم حافل، من المهم أن يبقى المساء خاليًا من المتاعب وإعطاء عقلك وجسمك فرصة للاسترخاء والاستعداد للنوم. 

إذا كنت تعمل حتى يحين وقت النوم، وتشارك في أنشطة تتطلب جهدًا عاطفيًا أو عقليًا، فإنك ستبقي عقلك مستيقظًا.

لذا لا يمكنك أن تتوقع إيقاف تشغيله في الثانية التي تقوم فيها بإطفاء الأنوار.

فلا بد إذًا من أن تخصص آخر ساعة أو ساعتين من اليوم لفعل شيء هادئ وممتع.

لا بد وأن نعلم أنه إضافة إلى الحلول التي يعمل العقل جاهدًا من أجل إيجادها للوصول إلى نوم أفضل.

هناك بعض التصرفات الخاطئة التي نقوم بها عندما يكون الأرق رفيقنا في الليل ومنها:

النظر إلى الساعة في الليل للاستيقاظ في الوقت المناسب

إن كنت تنام جيدًا ونظرت إلى الساعة في منتصف الليل سيقول عقلك: “لا يزال لدي وقت للنوم، رائع!”. 

أما إن كنت شخصًا يعاني من النوم السيء، فإنك حين تنظر إلى الساعة، سيخبرك عقلك أنه لم يبقى لديك سوى القليل من الوقت للنوم. 

النظر إلى الساعة قد يمنح عقلك وهم السيطرة، ولكن هل تساعدك هذه المعلومات على النوم بشكل أفضل؟ من المرجّح أنها تجعل نومك أسوأ.

قم بالتخلص من الساعة من غرفة نومك، وإذا سأل عقلك عن الوقت، فأجب: “مهما كانت الساعة الآن أنا غير مهتم!”

مراقبة بيئتك وإحساسك

ربما كنت قادرًا على النوم إذا كان هناك شخص ما يتحدث على الهاتف في الغرفة نفسها.

لكن الآن يبدو أن أي ضجيج صغير يوقظك، كيف يعقل ذلك؟

بمجرد أن يتولى عقلك مسؤولية توفير النوم الذي تحتاجه، يصبح يقظًا بشكل مفرط تجاه جميع العقبات المحتملة لنومك، الأصوات والأحاسيس الجسدية تصبح كلها في مركز انتباهك الآن، وهنا يمكن الفخ.

قد يكون من المفيد الاعتراف بأن المشكلة ليست الأصوات والأحاسيس، ولكن الاهتمام الذي توليه لهم.

استخدام التأمل كمساعد للنوم

التأمل وتمارين الذهن الأخرى، والتي هي عبارة عن تمارين لتدريب الانتباه، مفيدة للنوم، لذا قد يخبرك عقلك أنك بحاجة إلى التأمل من أجل النوم.

ما يسمى تأملات النوم قد تلائم أصحاب النوم الجيد، ولكن إن كنت قد فقدت الثقة بالفعل في قدرتك على النوم وقررت الاعتماد على صوتيات التأمل لمساعدتك.

فسيقوم عقلك بالتحقق باستمرار أثناء استماعك إلى تلك الصوتيات مثل: “هل تعمل حتى الآن؟ ماذا سيحدث الآن؟ وهذا سيبعد النوم عنك.

استمرار عقلك في البحث عن حلول

إذا جربت أشياء مختلفة، ولكنك لا تزال غير قادرًا على النوم، فمن السهل على عقلك أن يقنعك بأنك بحاجة إلى بذل جهد أكبر، وأنك لا تبذل جهدًا كافيًا لحل المشكلة، وأن هناك حلًا، ولكنك لم تجده بعد. 

لذا تستمر في البحث عن المكملات الغذائية والأدوات المساعدة على النوم وما إلى ذلك. 

هناك حل للأرق، ولكن ليس الحل الذي يخبرك عنه عقلك، فالحل هو التوقف عن البحث عن حل.

وهنا تكمن المشكلة عندما نريد أن نجعل النوم تحت السيطرة. 

لكي تكون متحكمًا، يجب أن يكون عقلك مستيقظًا، ولكن النوم خارج عن إرادتك الواعية. 

إن محاولة الاستغراق في النوم عن قصد هو بنفس فعالية محاولة تغيير درجة حرارة الجسم الأساسية عن طريق الإرادة. 

ومن البديهيات التي يجب أن تعرفها عن النوم أنه لا يمكنك الحصول عليه بوصفة معينة.

فمن المفارقات أن بذل الجهد من أجل النوم له تأثير عكسي.

المصادر

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *