ما هو اضطراب القلق المعمم : أعراض وأسباب وعلاج

اضطراب القلق المعمم

يدعى اضطراب القلق المعمم Generalized Anxiety Disorder اختصارًا  (GAD)، ويوصف بالقلق أو التوتر المفرط والمبالغ فيه، بشأن أحداث الحياة اليومية دون وجود أسباب واضحة للقلق. 

يعاني الأشخاص  المصابين بالقلق العام من توقع الأحداث السيئة دائمًا، والقلق على العائلة والصحة، والأموال، أو العمل، او المدرسة.

وغالبًا هذا القلق غير واقعي وغير متناسب مع الموقف.

تصبح الحياة الاعتيادية حالة مُستمرة من الخوف والقلق والرّهبة (الفزع).

يسيطر التوتر على تفكير الشخص ويؤثر على أداء مهامه في العمل، المدرسة، الأنشطة والعلاقات الاجتماعية. يختلف اضطراب القلق المعمم عن الشعور الطبيعي بالقلق.

طبيعي جدًا أن تشعر بالقلق حيال الأحداث التي تمُر في حياتك (مثل الأموال) من وقت لآخر، بينما الشعور بالقلق غير المسيطر عليه على أموالك عدة مرات في اليوم أو الشهر، في هذه الحالة أنت تعاني من اضطراب القلق المعمم، سوف تقلق حتى مع عدم وجود سبب يدعو للقلق.

يدرك الشخص أن قلقله لا داعي له، ولكنه قلق على الرغم من عدم معرفته أسباب قلقه، يتوقعون دائمًا حدوث الشيء الأسوأ ولا يستطيعون تهدئة أنفسهم.

اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب القلق : الأعراض والأسباب والعلاج

أعراض اضطراب القلق المعمم

تتفاوت الأعراض وقد تتضمن: 

  • قلق أو توتر مستمر بشأن مجالات عديدة غير متكافئة مع الأحداث المؤثرة.
  • التفكير الزائد في الخطط والحلول لجميع النتائج السيئة المحتملة
  • تصّور المواقف والأحداث على أنها تهديد، حتى وإن لم تكن كذلك.
  • صعوبة التعامل أو السيطرة على الشكوك
  • الخوف أو التردد من اتخاذ القرارات الخاطئة
  • عدم القدرة على تنحية القلق أو إبعاده
  • عدم القدرة على الاسترخاء والشعور بالراحة والشعور بأنك مُقيد أو على وشك الانهيار 
  • صعوبة التركيز وتشعر بأن عقلك فارغ

أعراض جسدية تتضمن:

  • مشاكل في النوم 
  • التعرق 
  • صداع
  • تكرار الذهاب للحمام 
  • إجهاد 
  • الشعور بالارتعاش 
  • العصبية أو الفزّع بسهولة
  • الغثيان 
  • الإسهال أو متلازمة القولون العصبي 
  • ارتفاع ضربات القلب 
  • أعراضٌ عصبية مثل التنميل أو الوخز في أجزاء مختلفة
  • تعب وإرهاق 

 كيف نميز اضطراب القلق المعمم عن أمراض الصحة النفسيّة الأخرى؟

التوتر (القلق) هو عرضٌ شائعٌ في كثير ٍمن اضطرابات الصحة النفسيّة، مثل الاكتئاب، والعديد من أنواع الرهاب. لكن يختلف اضطراب القلق المعمم عن هذه الحالات.

في بعض الأحيان الأشخاص المصابون بالاكتئاب، يشعرون بالقلق وكذلك الأشخاص المصابون بالرهاب، يقلقون على شيء معين. لكن يعاني الأشخاص المصابين بالقلق العام  من توتر بشأن عدد من الموضوعات المختلفة على مدار فترة زمنية طويلة (ستة أشهر أو أكثر)، أو قد لا يتمكنون من تحديد مصدر قلقهم.

يعاني المصابون بالاضطراب إضافةً لذلك، من اضطرابات أخرى مثل اضطراب الهلع، والرهاب،  اضطراب الوسواس القهري، الاكتئاب ومشاكل أخرى مثل تعاطي الكحول والمخدرات.

الأعراض لدى الأطفال والمراهقين

يعاني الأطفال واليافعين من اضطراب القلق المعمم كما يعاني منه البالغون، ولديهم مشاعر قلق مفرطة حول: 

  • إنجازاتهم المدرسية أو في الأحداث الرياضية
  • سلامة أفراد الأسرة
  • الدقة في المواعيد 
  • الزلازّل والحرب النووية أو غيرها من الأحداث الكارثية

ويظهر القلق المفرط بسبب:

  • السّعي للكمال
  • إعادة المهام لأنهم يشعرون أنها ليست مثالية من اول مرة
  • إضاعة الكثير من الوقت  لتأدية المهام والواجبات
  • قلة الثقة بالنفس
  • السعي للحصول على الاستحسان من الآخرين
  • الاطمئنان على الأداء بشكل متكرر
  •  آلام متكررة في المعدة أو شكاوى جسدية أخرى
  • تجنب الذهاب للمدرّسة وتجنب المواقف الاجتماعية 

أسباب اضطراب القلق المعمم

لم يُعرف بعد السبب الدقيق لاضطراب القلق المعمم، ولكن هناك عِدة أسباب، مثل العوامل الوراثية، كيميائية الدماغ، ضغوط البيئة المحيطة. تساهم هذه العوامل بتطور اضطراب القلق المعمم. 

  • العوامل الوراثية:

 يزيد تاريخ العائلة المرضي من احتمالية إصابة الأشخاص باضطراب القلق المعمم

أي أن الاضطراب يمكن أن ينتقل من شخص لآخر في العائلة.

يرتبط اضطراب القلق المعمم (GAD) بالأداء غير الطبيعي لبعض مسارات الخلايا العصبية (اتصالات الخلايا)التي تربط مناطق معينة من الدماغ تشارك في التفكير والعاطفة.

تعتمد اتصالات الخلايا العصبية هذه على مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية التي تنقل المعلومات من خلية عصبية إلى أخرى.

 عندما لا تعمل هذه المسارات(التي تربط مناطق معينة في الدماغ) بكفاءة، فقد ينتج عن ذلك مشاكل تتعلق بالمزاج أو القلق.

يُعتقد أن الأدوية، العلاجات النفسية الأخرى، أو أي علاجات أخرى تعدل هذه الناقلات العصبية

وتحسن الإشارات بين اتصالات الخلايا وتقلل الأعراض المتعلقة بالقلق أو الاكتئاب.

  • العوامل البيئية:

قد تساهم الصدمات والأحداث المتعبة، مثل الاعتداءات أو وفاة أحد الأحبة، أو الطلاق، أو تغيير الوظائف أو المدارس في تطور اضطراب القلق المعمم.

وتزداد حدة الاضطراب في فترات الإجهاد

  • انسحاب المواد المسببة للإدمان: 

بعد التوقف عن الاستخدام يؤدي إلى تفاقم التوتر، مثل الكحول، والكافيين والنيكوتين

  • الاختلافات في طريقة إدراك التهديدات

عوامل تُضاعف الخطر 

تصاب النساء باضطراب القلق أكثر قليلًا من الرجال

وهناك عوامل تزيد من نسبة الإصابة:

  • طبيعة الشّخصية: فالشخص ذو الطبع الخجول، المتوقع للأشياء السلبية، والذي يتجنب أي شيء خطر  أكبر عرضةً للإصابة  باضطراب القلق المعمم.
  • المورثات
  • التجارب: يصاب الأشخاص باضطراب القلق المعمم إذا اختبروا تغيرات خطرة في حياتهم أو تجارب موجعة وسلبية في مرحلة الطفولة، أو تجارب حزينة جديدة، أمراض طبية مزمنة. وقد تزيد  اضطرابات الصحة النفسية الأخرى خطر الاصابة 

علاج اضطراب القلق المعمم

في حال عدم وجود مشاكل طبية أخرى، سوف تتم إحالتك إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، متخصصين في الصحة النفسية ومدربين جيدًا لتشخيص وعلاج الأمراض النفسية مثل اضطراب القلق المعمم.

يتضمن علاج اضطراب القلق المعمم مزيجًا من العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي المعرفي. 

  • العلاج السلوكي المعرفي 

يسمى اختصارًا (CBT) يتضمن العلاج لقاءات منتظمة يتحدث فيها المريض مع أخصائي الصحة النفسيّة. يعمل الأخصائي على تغيير معتقداتك وسلوكياتك. 

نجحت هذه الطريقة في إحداث تغيير مُستمر لدى أشخاص يعانون من اضطراب القلق المعمم. تستخدم هذه الطريقة كأول خطوة لعلاج اضطراب القلق المعمم لدى السيدات الحوامل، ومن مزايا العلاج السلوكي المعرفي أنه خفف الشعور بالقلق على المدى الطويل. 

في جلسات العلاج سوف تتعلم كيف تعرف أفكارك القلقة وتسيطر عليها، وكيف تهدئ نفسك عندما تظهر لديك أفكار مزعجة. 

  • الأدوية 

تفيد الأدوية في علاج اضطراب القلق المعمم خاصة للأشخاص الذين يؤثر القلق على أدائهم اليومي. ينبغي أن يحدد الطبيب علاجًا قصير المدى، وعلاجًا طويل المدى، إذا قرر وصف الأدوية. 

تخفف الأدوية قصيرة المدى بعض الأعراض الجسدية المصاحبة للشعور بالقلق مثل، توتر العضلات وتقلصات المعدة، وتسمى الأدوية المضادة للقلق. 

لا يجب تناول الأدوية المضادة للقلق لفتراتٍ طويلة لأنها تنطوي على مخاطر عالية في حال اعتدت على استخدامها، أو أسئت استخدامها. 

تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب في خطة العلاج طويل المدى، يبدأ مفعول هذه الأدوية بالظهور بعد عدة أسابيع. 

تختلف الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب تبعًا لنوع الأدوية أو الشخص الذي يتناولها 

فقد تشمل: النعاس، وزيادة الوزن، جفاف الفم والغثيان، ومشاكل جنسية. 

هذه الأعراض قد تزعج بعض المُصابين لذلك يتوقفون عن تناولها. 

وقد يتطور لدى الشّباب بعض الأفكار الانتحارية عند بداية العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب، لذلك ابقْ على تواصلٍ مع الطبيب إذا كنت تتناول مضادات الاكتئاب، وبلّغ فورًا عن أي تغيرات مزاجية أو أفكار تثير قلقك. 

قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للقلق والأدوية المضادة للاكتئاب معًا، في هذه الحالة سوف تبدأ بالأدوية المضادة للقلق لعدة أسابيع ريثما تبدأ نتائج الأدوية المضادة للاكتئاب بالظهور أو حسب الحاجة. 

المضاعفات

الإصابة باضطراب القلق المعمم من الممكن أن تعطل الكثير من قدراتك:

  • ضعف قدرتك على أداء المهام بسرعة وكفاءة، لأنك تعاني من صعوبة في التركيز. 
  • تأخذ وقتًا وتركيزًا أكثر على حساب الأنشطة الأخرى. 
  • تستنزف طاقتك. 
  • تزيد من احتمال إصابتك بالاكتئاب. 
  • تفاقم الحالات الصحية الجسدية بسبب اضطراب القلق المعمم مثل، الأمراض القلبية، الأرق ومشاكل في النوم، ألم وأمراض مزمنة، الصداع والشّقيقة. 
  • مشاكل هضمية أو معوية مثل، متلازمة القولون العصبي أو قُرحة المعدة. 

يترافق اضطراب القلق المعمم مع مشاكل نفسية أخرى مما يجعل التشخيص والعلاج أكثر صعوبة. 

بعض اضطرابات الصحة النفسية التي تترافق مع اضطراب القلق :

  • اضطراب الذّعر
  • الرّهاب 
  • الاكتئاب 
  • الانتحار أو الأفكار الانتحارية 
  • اضطراب الوسواس القهري 
  • اضطراب ما بعد الصدمة (النفسية) 

الوقاية

لا يمكن منع حدوث اضطراب القلق المعمم ولكن هناك بعض الإرشادات التي تقلل من شدة الأعراض:

  • اطلب الاستشارة الطبية فورًا، لاتنتظر، يمكن أن يصبح العلاج أصعب في حال تأخير العلاج. 
  • احتفظ بسجل للأحداث اليومية، يساعد دفتر اليوميات أخصائي الصحة النفسيّة على تتبُّع مسار حياتك، ومعرفة الأسباب التي تقلقك. 
  • رتبْ أولوياتك في الحياة، يمكنك تقليل القلق عن طريق إدارة وقتك ونشاطك بعناية. 
  • تجنب استخدام المواد غير الصحية، الكحوليات، المخدرّات، المنبهات (القهوة، الشّاي، المشروبات الغازية) الشوكولاته، التدخين. وإذا كنت مدمنًا لأي من هذه المواد، في حال قررت التوقف عن تناولهم سوف تصاب بالقلق. 
  • لذلك عندما تُريد الإقلاع عن إدمان أحد هذه المواد لوحدك، استشر طبيبك، أو اتبعْ أحد البرامج العلاجية أو مساعدة المجموعات الداعمة لمساعدتك. 
  • تمرن يوميًا، واحرص على غذاء صحي ومتوازن. 
  • اطلب الاستشارة والدعم عند التعرض لصدمة نفسيّة
  • تجنب الأدوية بدون وصفة طبية، مثل حبوب التنحيف
  • تحدث عن مخاوفك ومصادر قلقك مع صديقٍ تثق به، أو مع أحد أفراد أسرتك، أو زوجتك. 
  • مارسْ تقنيات التحكم  في التوتر مثل اليوغا، أو التأمل. 

الكحول والقلق 

عند شرب الكحول، يقل شعورك بالقلق على الفور. لهذا السّبب يلجأ العديد من الناس المصابون بالقلق لشرب الكحول. 

لكن للكحول تأثير ٌسلبي على مزاجك، بعد بضعة ساعات أو ربما في اليوم التالي لشرب الكحول، سوف تشعر بمزيد من الإحباط والمزاج الحّاد. 

يتعارض شرب الكحول مع الأدوية التي تتناولها لعلاج التوتر. 

حيث إن دمج بعض الأدوية مع شرب الكحول يمكن أن يكون له تأثير ٌقاتلٌ. 

المصادر

هنا 

وهنا

وهنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *