ما هو السبيل إلى مغفرة الذات ؟ إننا نشعر بالذنب عندما نعتقد بأننا قمنا بشكل خاطئ، ولكننا نشعر بالعار عندما نعتقد بأننا مخطئون.
الشعور بالذنب يتعلق بفعل معين، في حين أن العار يتعلق بتقدير الذات، فعندما تشعر بأنك مستاء من نفسك، فهذا هو العار.
قد نشعر أحيانًا بالخزي وعدم مغفرة الذات لأننا لم نتعلم أن نفكر بأنفسنا سوى بلحظات خطئها أو انكسارها.
على سبيل المثال الإساءة قد تجعل الضحية تشعر بالذنب، ويمكن أن نشعر بالعار أيضًا عندما تلاحقنا خياراتنا السابقة، وعندما نشعر بالأسف ليس لما فعلناه بشخص آخر، ولكن لما فعلناه بأنفسنا.
قد يقودك الخزي عندما ترفض مسامحة نفسك إلى القيام بأشياء تشعر بسببها بخزي أكبر، وبهذا يبنى الخزي فوق الآخر.
لتحرر نفسك من هذا العبء، يجب عليك ممارسة التعاطف الذاتي والاعتراف بإنسانيتك، وعليك أن تتذكر أنه لا يوجد إنسان كامل، الجميع معرّض للوقوع في الخطأ، فأخطاؤنا تجعلنا عالقين بالذنب فقط إذا سمحنا لها بذلك.
1- تقبّل حالتك
حتى تشفى من الإحساس بالعار وتصبح الشخص الذي تريد أن تكون، وتبني الحياة التي تريد أن تعيشها، يجب عليك ممارسة ما يسمى في العلاج السلوكي، “القبول الجذري” أي قبول الحياة كما هي، وليس كما يجب أن تكون.
2- افهم سبب وجودك هنا
أين أنت، وكيف وصلت إلى هنا؟
أعد التفكير في الأحداث التي أوصلتك إلى وضعك الحالي. تأمل في سبب اتخاذك تلك القرارات التي اتخذتها، ما الاحتياجات التي كنت تحاول تلبيتها؟
وتذكّر أنك كنت تفعل أفضل ما في وسعّك بالمهارات التي امتلكتها في ذلك الوقت.
3- تعلّم من تجاربك
كيف صَنَعَت تجاربك وقرارات الماضي الشخص الذي أنت عليه الآن؟
فحتى أعتى الشّدائد قد تجعلنا أقوى.
ما الحكمة التي يمكنك استخلاصها من أخطائك؟
قد لا تستطيع تغيير الماضي، ولكنك تستطيع أن تتعلم منه لتتخذ قرارات أفضل في المستقبل.
4- اغفر لنفسك الماضي
إذا أردت أن تصبح الشخص الذي تتمنى، يجب عليك أن تسامح نفسك على الأشياء التي تندم عليها.
كن محددًا في صياغة عبارة المسامحة إذا استطعت، على سبيل المثال بإمكانك أن تقول: “لقد سامحتك رغم بقاءك في علاقات غير صحية لفترة طويلة،” “أنا أسامحك لأنك لم تقاتل”.
عند مسامحة الطفل (أو البالغ الصغير) في داخلك، تستطيع أن تشفى وتتغير.
5- طبّق الدروس التي تعلمتها
قد لا تستطيع إعادة الماضي، ولكن يمكنك اتخاذ خيارات جديدة في المستقبل. لتفعل ذلك يجب عليك أن تكون متيقّظًا.
ضع خطة لتعرف كيف ستتخذ خيارات صحّية ومفيدة من الآن فصاعدًا، وساعد الناس في القيام بالشيء ذاته، فعندما نكفّر عن أخطائنا ضد الآخرين، نكون قد اتخذنا إجراءات لإصلاح الضرر الذي تسببنا فيه.
اقرأ أيضاً: الاكتئاب الصباحي
عندما نسبب الضرر لأنفسنا، نستطيع أن نكفّر عن خطأنا بمساعدة أولئك الناس الذين يعانون من نفس القضايا التي جعلتنا نشعر بالخزي من قبل، وهذا يعني متابعة شخص أصغر منك أو التحدث بشكل منفتح عن تجاربك، ليشعر من مرّ بتجارب مماثلة لتجربتك أنه ليس وحيدًا.
وبهذا يجب أن تتذكر أنك تحتاج إلى السكينة لقبول الأشياء التي لا تستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي تستطيع تغييرها، والحكمة لمعرفة الفرق بينهما.
في بعض الأحيان نتخذ قرارات نندم عليها، وأحيانًا تألمنا الجروح العاطفية التي ألحقها بنا الآخرون، فالحياة عبارة عن مسلسل من الأحداث والخيارات، وبعض هذه الأحداث والخيارات تجعلنا نشعر بالخزي والعار من أنفسنا.
وعلى الرغم من اعتبار الشعور بالخزي أمر طبيعي جدًا، ولكن لا يتوجب عليك العيش به إلى الأبد، فأنت أكبر مما يحصل لك، أنت أكبر من أخطاءك.
المصادر: