كيف تبدو الأفكار الانتحارية في ظل فيروس كورونا ؟ أظهر تقرير جديد لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الكثير من الأشخاص يعانون من الأفكار الانتحارية.
حيث شاركت هذه المراكز دراسة حديثة تشير إلى أن 11% من البالغين في الولايات المتحدة قد فكّروا بجدية في الانتحار في مرحلة ما خلال الثلاثين يومًا ما قبل 24- 30 حزيران / يونيو 2020.
وأفادت مجموعات معينة في الاستطلاع عن معدلات عالية من الأفكار الانتحارية:
- 31% من مقدمي الرعاية للبالغين
- 26% من المستجيبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة
- 22% من العاملين الأساسيين
- 19% من المستجيبين من أصل إسباني
- 15% من غير أصول إسبانية
تعكس هذه البيانات كيف قلب الوباء حياة كثير من الأشخاص وكان تأثيره صعبًا على الوظائف ورعاية الأطفال والمدارس والصحة والروتين اليومي، وخاصةً على الأشخاص من ذوي الموارد الأقل.
حيث أدى التباعد الجسدي إلى مزيد من العزلة في الوقت الذي كان من الممكن أن يستفيد عدد أكبر من الناس من زيادة الدعم.
قد ينظر الأشخاص الذين يعانون من مستويات ضغط أعلى وتفاعلات اجتماعية أقل إلى الانتحار على أنه وسيلة للحصول على الراحة من الألم الذي يعانون منه.
كما أن التدخلات التي تقلل من انتشار فيروس كورونا بشكل فعال وتوفر الوصول العادل إلى الرعاية الصحية الجيدة (بما في ذلك خدمات الصحة النفسية) والمساعدة المالية للمحتاجين، تعتبر جميعها طرق قوية للحد من انتشار الأفكار الانتحارية حيث يجب إعطاء الأولوية لهذا النوع من المبادرات.
يجب على الأشخاص الذين يمتلكون أفكار انتحارية والذين لديهم إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة النفسية محاولة التواصل مع معالج أو طبيب يمكنه المساعدة.
اقرأ أيضًا: التباعد في ظل فيروس كورونا
خمس استراتيجيات يمكن أن تساعدك في التعامل مع الأفكار الانتحارية:
1. تهدئة الآلام العاطفية من خلال التعاطف مع الذات
ذكّر نفسك بأن وجودك في هذا الموقف ليس خطأك . حاول التركيز على ما يمكنك التحكم به وتخلص من أي شعور بالذنب تجاه ما لا يمكنك التحكم به. سواء كنت تشعر بالتوتر أو القلق أو الحزن، فاعلم أنك لست وحدك.
حاول أن تعامل نفسك بلطف وأنت تتعامل مع التحديات المرتبطة بالوباء بهدوء.
يمكن أن يساعد قضاء بعض الوقت في الأنشطة الترفيهية في تهدئة الألم أيضًا.
جرب الخروج من المنزل، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، أو مشاهدة برنامج تلفزيوني مضحك، أو ممارسة لعبة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو أي نوع آخر من الأنشطة التي تشعرك بالرضا.
عندما تشعر بالألم، قد يكون من الصعب دفع نفسك للقيام بأنشطة ممتعة. لكن الأمر يستحق المحاولة، لأنه غالبًا ما يوفر لحظات من الراحة.
2. ابحث عن الأمل
ينتبه العقل البشري بشكل طبيعي للعلامات الخطيرة أكثر من الإشارات الإيجابية في أوقات كهذه. ولكن من خلال بذل بعض الجهد، يمكنك لفت انتباهه نحو مصادر الأمل الواقعية.
إذا نظرت إلى العالم، يمكنك أن تجد أشخاصًا يتصرفون بلطف ويساعدون الآخرين. يعمل الناس على إيجاد حلول لدعم المجتمعات وتقليل انتشار فيروس كورونا.
يمكن أن يمنحك العثور على الأمل في هذه القصص أسبابًا للتمسك بمستقبل أفضل.
3- تواصل مع الناس
حاول أن تكون أولويتك هي محادثات الفيديو أو المكالمات الهاتفية أو ممارسة الأنشطة مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل.
إذا كنت تعيش مع أشخاص آخرين، حاول قضاء وقت ممتع يركز على التحدث والتفاعل بدلاً من مشاركة المساحة الخاصة بك (على الرغم من أن وجود مساحة خاصة بك في بعض الأحيان قد يكون مهمًا أيضًا).
اطلب من الأشخاص الذين تثق بهم التحقق من حالتك وإخبارهم أنك بحاجة إلى دعم عاطفي. أخبرهم بما سيكون أكثر فائدة بالنسبة لك. يمكن أن يؤدي الشعور بالاستماع ومشاركة القصص وتلقي كلمات التشجيع إلى تحسين مزاجك.
4. المساهمة ومحاولة إيجاد المعنى للمعاناة
فكر في كيفية مساعدة الآخرين الآن. هل تواصلت مع صديق لترى كيف حاله؟ هل تعتني بنفسك أو بأسرتك أو بالآخرين؟
امنح نفسك بعض الفضل دون مقارنة نفسك بالآخرين، حاول أن تجد بعض النقاط ذات المغزى في هذا الموقف العصيب.
هل تعزز أي من علاقاتك؟ هل تعلمت أي شيء جديد عن نفسك؟ هل أنت ممتن لما لديك؟ قد يكون إيجاد معنى للمعاناة أمرًا صعبًا للغاية، لكن الأمر يستحق المحاولة.
5. تعزيز صحتك الجسدية
إذا كان بإمكانك الوصول بسهولة إلى طرق الانتحار المميتة (مثل الحبوب وشفرات الحلاقة)، فابحث عن طرق لتخزينها بأمان. هذا يعني أن تضع مسافة بينك وبين أدوات الانتحار.
إذا كان لديك مسدس، ففكر في وضعه في خزنة، أو تخزينه خارج منزلك، أو اتخاذ تدابير السلامة الأخرى أثناء تعرضك لخطر الانتحار.
ابقِ هاتفك المحمول بقربك حتى تتمكن من التواصل للحصول على مساعدة عندما تكون تحت خطر إيذاء نفسك.
حياتك ورفاهيتك مهمة. حاول التعامل مع نفسك بلطف وأنت تواجه تحديات الصحة النفسية الناتجة عن الوباء.
المصدر: