ما هو الرابط بين مضادات الاكتئاب و زيادة الوزن

زيادة الوزن

ربما يثير احتمال زيادة الوزن كعرض جانبي لمضادات الاكتئاب قلق الناس.

ارتبطت زيادة الوزن لفترة طويلة بمضادات الاكتئاب.

يمكن أن يكون ذلك سببًا لإثارة قلق العديد من الأشخاص الذين يُعايشون الإكتئاب، وهم متحمسون لعلاجه لكنهم لا يريدون رؤية وزنهم يزداد على الميزان.

اقرأ أيضاً: دوامة الاكتئاب والارهاق وطرق النجاة منها

هل تسبب مضادات الاكتئاب زيادة الوزن

قد تساهم مضادات الاكتئاب المستخدمة على نطاق واسع في انتشار وباء السمنة في الدول المتقدمة.

وفقًا لباحثين في دراسة جديدة، وجدوا أن الأشخاص الذين يستعملونها لفترة طويلة كانوا أكثر عرضة ب 21% لزيادة الوزن.

هذه افتتاحية لموضوع مقال نُشِرَ في صحيفة The Independent البريطانية السنة الماضية.

حيث تُشير إلى دراسة وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الإكتئاب هم أكثر عرضة لاكتساب الوزن من الأشخاص الذين لا يتناولونها، خاصًة عندما تكون مدة الاستطباب سنتين.

حددت الدراسة ميرتازابين (مضاد اكتئاب)، الأكثر مبيعًا تحت الاسم التجاري “ريميرون”، باعتباره الأكثر تسببًا بزيادة الوزن. 

حيث توصل الباحثون إلى أن مضادات الإكتئاب يجب أن تكون الملاذ الأخير لعلاج حالات الإكتئاب المتوسطة وأنه يجب تفضيل طرق أُخرى، كالعلاج النفسي السلوكي.

تتوضع هذه الدراسة على قمة العديد من الدراسات الأُخرى التي تربط الاكتئاب بزيادة الوزن.

وجد الخبراء أن واحد من أربعة أشخاص يتناولون مضادات الاكتئاب يكتسب على الأقل 10 أرطال (حوالي 4.5 كجم).

على الرغم من أنه لم يتم إثبات أن مضادات الاكتئاب تسبب زيادة الوزن بشكل مباشر، يبدو أن هناك ارتباطًا.

ترتبط بعض مضادات الاكتئاب ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن أكثر من غيرها، مثل:

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات بما في ذلك أميتريبتيلين (يُباع تحت الاسم التجاري إيلافيل، من بين أنواع أخرى)، وإيميبرامين (توفرانيل)، ودوكسيبين (سينيكوان)
  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين بما في ذلك فينيلزين (نارديل) وإيزوكاربوكسازيد (ماربلان) وترانيلسيبرومين (بارنات)

هناك أدلّة على أنه من المرجح أن تؤدي مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات أكسيداز أحادي الأمين، وهي فئات قديمة جدًا من مضادات الاكتئاب، إلى زيادة الوزن.

ومع هذا، فإن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية الأكثر حداثة – أكثر مضادات الاكتئاب شيوعًا – ارتبطت أيضًا بزيادة الوزن.

بما في ذلك الباروكستين (باكسيل، بيكسيفا، بريسديل)، سيرترالين (زولوفت)، فلوكستين (بروزاك)، وسيتالوبرام (سيليكسا).

وجدت بعض الدراسات أن استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية على المدى الطويل (ستة أشهر أو أكثر) من المرجح أن يؤدي إلى زيادة الوزن أكثر من الاستخدام قصير المدى.

الرابط بين مضادات الاكتئاب و زيادة الوزن

إن الطبيعة المتماثلة للعلاقة بين مضادات الاكتئاب وزيادة الوزن ليست مفهومة تمامًا. بالرغم من ذلك، هناك نوعان من النظريات الشائعة التي قد تفسرها.

النظرية الأولى هي أن زيادة الوزن يمكن أن تكون في الواقع دلالة على فعالية مضادات الإكتئاب.

النظرية 1: الاستمتاع بالطعام من جديد

تُصنف فقدان الاستمتاع بالطعام، وقلة الشهية، وفقدان الوزن ضمنوأعراض الاكتئاب.

لذلك، من المنطقي أن علاج الاكتئاب يمكن أن يعيد استمتاعك بالطعام وعودة الشهية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

وبالمثل، قد يجعلك العلاج الفعال للاكتئاب أكثر نشاطًا اجتماعيًا، مما قد يتضمن تناول الطعام في الخارج وشرب الكحول.

وبالعكس، فإن بعض الناس يتناولون وجبة دسمة بسبب الاكتئاب ويجدون أنفسهم يأكلون أقل عندما يبدأون بتلقي العلاج. 

هذا، إلى جانب المزيد من الطاقة والميل أكثر لممارسة الرياضة، ربما يفسر سبب تعرض بعض الأشخاص لفقدان الوزن بدلاً من زيادة الوزن عند تناول مضادات الاكتئاب.

قد تساعد عوامل نمط الحياة هذه في تفسير عدم اتساق الدراسات التي تبحث في زيادة/فقدان الوزن المتعلقة باستخدام مضادات الاكتئاب؛ قد يعتمد الكثير منها على الأعراض الشخصية للاكتئاب والسلوك اللاحق بمجرد تلقي العلاج.

ومع هذا، لا تفسر هذه النظرية بالضرورة سبب ارتباط مضادات الاكتئاب المختلفة ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن (أو فقدانه) أكثر من غيرها.

النظرية 2: التأثير على الأيض والشهية

قال نورمان سوسمان، دكتوراه في الطب، وهو طبيب نفسي وعميد مشارك للبرامج الطبية للدراسات العليا في كلية الطب بجامعة نيويورك، لموقع Drugs.com أنه كان لديه مرضى يؤكدون على زيادة وزنهم دون زيادة في أكلهم.

يقول سوسمان أن هذا يشير إلى وجود بعض التأثيرات الأيضية التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن.

كما يقول أن لديه مرضى يعانون من الجوع المتزايد الذي يستمر حتى عندما يأكلون أكثر، إلى جانب الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات.

يمكن أن تؤدي هذه الصعوبة في إرضاء شهيتك أيضًا إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.

على عكس النظرية السابقة حول عودة استمتاعك بالطعام، يشير هذا إلى أن مضادات الاكتئاب قد تؤثر بشكل مباشر على عملية الأيض والشهية.

يعتقد العديد من الخبراء أن هذا التأثير ربما يتعلق بالسيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي يؤثر عليه معظم مضادات الاكتئاب بطريقة ما. 

يُعتقد منذ فترة طويلة أن السيروتونين يساعد في تنظيم شهيتك وهناك أدلة حديثة على أنه قد يلعب دورًا في التمثيل الغذائي للدهون.

أخيرًا، يبدو أنه من المرجح لكلا النظريتين احتوائهما على عنصر من الحقيقة، بينما تتدخل عناصر أُخرى مجهولة أيضًا.

ما الذي عليك فعله؟

عمليًا جميع الأدوية تحمل مخاطر الأعراض الجانبية.

وبالرغم من أن زيادة الوزن هو عرض جانبي محتمل للعديد من مضادات الاكتئاب، إلا أنه لا يصيب الجميع.

العديد من الأشخاص لا يزيد وزنهم أو يزيد قليلاً، البعض يخسر أي وزن مكتسب عندما يقوم جسمهم بالتكيف مع الأدوية، وآخرون حتى يفقدون الوزن.

في بعض الحالات، يكتسب الأشخاص (أو يفقدون) الوزن الذي فقدوه (أو اكتسبوه) نتيجة لتغيرات الوزن التي كانت بدايًة أعراضًا للاكتئاب، والتي يمكن اعتبارها إيجابية.

مع هذا، بالنسبة للآخرين، فإن زيادة الوزن هي مصدر قلق أكثر خطورة. يمكن أن يكون ضارًا بثقتك بنفسك ويزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى مرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة.

أخيرًا، يجب مناقشة أي مخاوف لديك مع طبيبك.

إذا تم وصف مضادات الاكتئاب لك، فمن المستحسن أن تستمر في تناولها تمامًا كما هو محدد ما لم يخبرك طبيبك بخلاف ذلك. 

إذا توقفت فجأة عن تناول مضادات الاكتئاب، فقد تعاني من تفاقم الاكتئاب من بين تأثيرات أخرى.

على الرغم من أنه قد يكون محبطًا ويستغرق وقتًا طويلاً، لكن قد يلزم عدة محاولات للعثور على علاج فعال وخال (أو شبه خال) من الآثار الجانبية.

بمجرد قيامك بذلك، يمكنك الاستمتاع بنوعية حياة محسنة دون زيادة الوزن غير المرغوب فيه أو الآثار الجانبية الأخرى.

المصادر

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *