دوّامة الاكتئاب و الارهاق وطرق النجاة منها

الارهاق

تُشكّل الحلقة المفرغة من الاكتئاب و الارهاق المتواصل تهديدًا لمرضى الاكتئاب.

حيث يكثّف الارهاق الذي يستحوذ على المريض، مشاعر الوحدة والحزن وعدم الجدوى.

ويجعل من النشاطات اليومية المعتادة كالنهوض من السرير أو غسل الأسنان، مهام شاقّة تتطلب جهدًا كبيرًا وتمتص طاقة المريض.

الأمر الذي يؤثّر سلبًا على حياته الاجتماعية والمهنية والدراسية.

فينعزل المريض ويتراجع أدائه، ممّا يزيد من اكتئابه وحزنه.

لهذا السبب يبرز الارهاق من بين قائمة أعراض مرض الاكتئاب الأكثر انتشارًا،

فتبعًا لدراسة نُشرت في 2018، يعاني ما يزيد عن 90% من مرضى الاكتئاب، من الارهاق الشّديد المتواصل.

اقرأ أيضاً: ما هو الاضطراب الاكتئابي الكبير : أعراض وأسباب وعلاج

العوامل التي تسبّبب الارهاق المزمن لدى مرضى الاكتئاب

تزيد عدّة أمور  خطر الوقوع في شباك الارهاق والتعب، فتتضاعف بالتالي هيمنة

الاكتئاب على حياة المريض،

من هذه العوامل نذكر،

  • اضطرابات ومشاكل النوم

يُقدّر عدد ساعات النوم المثاليّة عند مجمل البشر ب 7 إلى 9 ساعات يوميًّا.

ولا تشحن ساعات الراحة هذه، الإنسان بالطاقة والحيويّة، إلاّ إذا كانت تتصف بالعمق والجودة العالية.

لذلك تُعد المشاكل المتعلقة بالنوم، كالأرق والنوم المتقطع، أو حتى الإفراط في النوم ذو الجودة المنخفضة،

 من أهم العوامل التي تؤهب خطر تطور الإصابة بالاكتئاب، وتزيد من سوء وحدّة أعراضه، فيسيطر الارهاق على أيام المريض، ويعيق نشاطاته.

  • النظام الغذائي المُتّبع

يعاني أغلب مرضى الإكتئاب من ضعف الشهية أو فقدانها.

بينما يواجه البعض الآخر خطر الإفراط في تناول الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحرارية، والدهون المشبعة والحلويات.

لهذا السبب تتوجّه الدراسات والأبحاث الحاليّة إلى تفكيك الروابط بين نمط الغذاء، والأمراض النفسيّة.

حيث بينت دراسة إحصائية أُجريت في ال 2018، الدّور الذي يلعبه استهلاك الطعام غير الصحي وغير المتوازن، في زيادة خطر الإكتئاب،

وتأثيره على طاقة المريض وشعوره بالارهاق.

  • التوتر والأحداث الحياتيّة الصادمة

من المعروف ما يحمله التوتر والقلق الدائم بين طياته من عواقب تضعف قدرة الإنسان على مواجهة الحياة.

وتشعره بالتعب الارهاق، وتجعله فريسة سهلة أمام الأمراض النفسية أو الجسدية.

كما تبرز الأحداث الحياتيّة الصادمة في حياة كلٍّ منّا، مثل فقدان عزيز أو نهاية علاقة صداقة قوية، كنقطة ضعف لا يمكن تجاهلها.

ويعود تأثير التوتر على النواقل العصبية في الدماغ كالسيروتونين والدوبامين، إلى التقلبات المزاجية وانخفاض الطاقة المرافقة له.

ممّا يُفسّر الشعور المزمن بالارهاق وفقدان النشاط، ويزيد في طبيعة الحال خطر الإصابة بالاكتئاب.

  • تناول بعض الأدوية.

قد تزيد بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب، الشعور الارهاق والتعب الذي يعانيه مريض الإكتئاب.

هل يدلّ الارهاق بكافة أسبابه على الإصابة بالإكتئاب؟

إنّ أهم ما يميّز التعب الذي نشعر به، بعد يوم متعب وشاق في العمل، عن الارهاق المزمن المرافق لمرض الاكتئاب،

هو ببساطة الرّغبة في القيام بالنشاطات والانخراط في العمل.

فلا يمنع الارهاق وحده مريض الاكتئاب من أداء مهامه، أو الخروج مع أصدقائه، إنّما الذي يمنعه هو، انعدام رغبته وحماسه تجاه أي نشاط.

ويتجلّى الارهاق الذي يعاني منه مرضى الاكتئاب في حياتهم في عدة نواحي

  1. الناحية الجسدية: من المؤكد أن يقف الارهاق عائقًا في طريق المريض، أثناء أدائه لمهامه ممارسته لعمله.

فيجد مريض الاكتئاب نفسه مرهقًا، حتى بعد القيام بالنشاطات اليومية المعتادة والبسيطة.

  1. الناحية النفسية: يُحمّل الارهاق مريض الاكتئاب حملًا ثقيلًا يزيد من صعوبة مواجهته لمشاعره وأفكاره السلبية.

فتتحوّل بالتالي فكرة الانخراط في الاجتماعات العائلية، والتواصل مع الأصدقاء، إلى فكرة شاقّة بحد ذاتها.

الأمر الذي يدفعه إلى المزيد من الانعزال والوحدة وفقدان الأمل. 

  1. الناحية الإدراكية: يؤثر الاكتئاب سلبًا على قدرة المريض على التركيز والانتباه.

كما يُنهك نقص النوم واضطرابه جسد المريض، ويضعف تركيزه ويقلّل من قدرته على معالجة الأمور بطريقة منطقية.

ما هي الطرق التي تُمكّن مريض الاكتئاب من تخفيف الارهاق والتّعامل معه؟

  1. كما هو معروف دائمًا، فأنّ الخطوة الأولى والأهم في بداية علاج أي اضطراب، تكون بتوجه المريض إلى المختص أو الطبيب وشرح ما يمر به من أعراض.

          يحاول المختص عندئذ، معرفة جذر الارهاق، فيما إذا كان يرجع إلى وجود مرض       

آخر، أو أنّه مسبّبب من الاكتئاب نفسه.                     

         وقد يلجأ الطبيب إلى تغيير الدواء الذي   يتناوله المريض، في حال كان السّبب في                شعوره الدائم بالارهاق.        

  1. ويُنصح بالإضافة لذلك، بأن يغير  المريض عاداته وروتين نومه، بهدف تحسينه والوصول إلى النوم العميق، بالتالي التخفيف من الارهاق.
    • فمن الممكن أن يقلّل المريض من شرب المنبهات قبل موعد النوم.
    • وأن يحاول قدر المستطاع منع نفسه من أخذ قيلولة الظهيرة.
    • ويخفّف من تناول الأطعمة الدسمة قبل النوم.
    • وأن يضع موعدًا محدّدًا للنوم والاستيقاظ كل يوم. 
  2. من المهم أيضًا أن يُجري المريض تعديلًا على نظام حياته من ناحية الطعام و الرياضة.

لأن تناول الطعام الصحي واتباع نظام غذائي متوازن قليل السكر والدهون المشبعة،

يمدّ المريض بالطاقة اللازمة لاستكمال يومه بنشاط والبقاء بصحة جيدة.

إلى جانب الالتزام بممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة إلى معتدلة الشدة بانتظام، 

والتي من شأنها زيادة النشاط والحيوية والتخفيف من الشعور بالارهاق والتعب.

المصادر

هنا

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *