5 خرافات عن الحزن

5 خرافات عن الحزن

هل تعلم أن هناك العديد من خرافات عن الحزن ؟ من المرجح أن أغلب الناس الذين يسعون للشعور بالحزن يفعلون هذا بسبب افتقارهم إلى معرفة الحقائق عنه.

هذا لا يعني أن الناس لا يشعرون بالألم بسبب خسارتهم، لكن آلامهم تزداد سوءًا بسبب الأساطير والمفاهيم الخاطئة التي يمتلكونها عن الحزن. 

يبدو أن هذه الخرافات راسخة في أنفسنا، على الرغم من وجود أدلة تدل على عكسها، وهذا الافتقار إلى الفهم ليس مفاجئًا، نظرًا لأن معظمنا يحاول تجنب التفكير في أي شيء يتعلق بـالموت.

تجعل المعرفة الناس أكثر ارتياحًا وتساعدهم في التأقلم بشكل أفضل مع ما يواجهونه.

فيما يلي بعض المعتقدات الخاطئة الأكثر شيوعًا حول الحزن بالإضافة إلى خرافات عن الحزن :

1- “لأنك تشعر وكأنك مجنون، فأنت كذلك.”

بالطبع قد يفكر أحدهم بهذه النظرية، عندما ينقلب العالم رأسًا على عقب إثر موت أحدهم، ولكن عليك أن تتذكر أنه من الصعب عليك حينها التفكير أو التركيز، وقد تعاني من مشاكل في الطعام أو النوم.

يمكن أن تكون عواطفك مشتتة، فقد تشعر في هذه اللحظة أنك بحال جيدة، وقد تسبح في بركة من الدموع بعد قليل. ومن المألوف أن يقول المعزّون أنهم يرون أو يسمعون أو يشمون أو يشعرون بأحبائهم من حولهم.

يمكن أن يكون الأسى مشوشًا للغاية بحيث تشعر أنك فقدت السيطرة على عقلك وحياتك، ومما قد يساعدك معرفة أن هذه الأشياء تحدث بسبب الحزن، وليس لأنك أصبحت مجنونًا.

2- “هناك 5 مراحل من الحزن والتي تتبع نمط تصاعدي.”

تخبرنا الدكتورة كوبلر روس في كتابها “عن الوفاة والموت” On Death and Dying عن مراحل الحزن وهي: الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب ثم التقبّل. 

وقد استندت كوبلر روس في نتائجها إلى مقابلات مع أشخاص مقبلين على الموت، وليس على المنكوبين، لأنها شعرت أنهم يوضحون كيف تعامل أولئك الذين يواجهون الموت الوشيك، وتم تطبيق هذه النظرية على الأشخاص الحزينين أيضًا.

يعتقد الناس أنه في الوقت الذي تتخطى فيه كل هذه المراحل وتصل إلى التقبّل سينتهي الحزن، ولكن ما نعرفه الآن عن الحزن أن أفكارنا وعواطفنا متأرجحة، وليس فقط في اليوم الواحد، ولكن في كل ساعة أو دقيقة، ولا يوجد طريقة صحيحة أو خاطئة للحزن.

كما لا توجد فائدة من مقارنة الطريقة التي حزنّا بها مع الآخرين، حتى عندما تتشابه الخسارة.

3- “حزن النساء أكبر من حزن الرجال.”

كون المرأة تعبّر عن عواطفها بشكل أكبر هذا لا يعني أن حزنها أعظم من حزن الرجل.

يعتبر جزء من الخرافة أن المرء يحتاج للتعامل مع الحزن إلى التعبير عن عواطفه بالكامل، وعدم القيام بذلك يعني أن الحزن سيظهر مرة أخرى في وقت لاحق، حيث لم يتم معالجته بشكل الكامل.

لكن قد يتأقلم الناس مع الحزن بنجاح من خلال المهارات المعرفيّة مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات.

يحدد دكتور كينيث دوكا في كتابه “الحزن حَسَبَ الجنس” Grieving Beyon Gender ، ثلاثة أنماط للحزن، فعادة ما يرتبط النمط الحدسي بالنساء وهو أكثر تعبيرًا عاطفيًا، بينما يتميز النمط الآلي بالأفكار والسلوكيات ويرتبط أكثر بالرجال. وأخيرًا، يعكس النمط المختلط جوانب من كلا الجنسين.

ويزداد سوء الفهم بين الأزواج بالنسبة لهذا الأمر بسبب شعور الزوجة أن زوجها لا يحزن بشكل كاف، بينما يعتقد هو أن زوجته تحزن بشكل مبالغ به.

إن فهم هذه الأنماط المختلفة من الحزن قد يساعد الناس ليكونوا أقل انتقادًا ولا يصدروا أحكامًا مسبقة على بعضهم البعض.

4- “من المضحك أن تحزن لخسارة حيوان أليف.”

تعتبر خسارة حيوان أليف بالنسبة للبعض أمر مدمر، فهو رفيقنا العطوف، الذي يبقى بجوارنا بحبه الغير مشروط، حتى عندما يرانا في أسوأ حالتنا يستمر في البقاء معنا.

ولكن في هذه الأيام يعتبر الحزن العلني على حيوان أليف أمر شائع ومقبول، فهناك بطاقات للتعاطف مع الحيوانات الأليفة، وبيوت لاستضافة الحيوانات المعمّرة، ونعوات للحيوانات المتوفاة.

بغض النظر  عن وجود بعض الأشخاص الذين سينتقدون طريقتك بالحزن، لا تدع ذلك يمنعك من الحزن على خسارتك.

اقرأ أيضاً: حقائق وأساطير عن الصحة النفسية

5- “الحزن لن يغير علاقاتك.”

يغير الحزن علاقاتك مع الأصدقاء وكذلك مع العائلة، فعند موت أحدهم غالبًا ما يجد المشيّع أن الأشخاص الذين يعتقد أنهم سيكونوا متواجدين لدعمه ليسوا كذلك، وأن الأشخاص الذين لا يتوقعهم هم الذين يدعمونه.

إنه ليس أمرًا عاديًا أن يشعر الناس في أوقات الحزن بالعزلة والوحدة، فغالبًا ما يتجنب الناس المعزّين، كما لو كان الموت والحزن معديًا، وقد يتجنبهم آخرون بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع الحزن.

وقد يميل المعزّون في بعض الأحيان إلى أن يبقوا لوحدهم، ولكن التواصل الاجتماعي ضروري أيضًا، لذا من المهم أن تجد أشخاصًا يستمعون ويتفهّمون ما تمر به، إذا لم تتمكن من ذلك، يمكنك طلب المشورة من المختصين.

ويجب أن تعرف أنه من المهم أن تكتشف معتقداتك الخاصة عن الحزن لتبحث عن الحقائق بنفسك، فالحزن يختلف من شخصًا لآخر.

لا تدع نفسك محكومًا بمعتقدات وتوقعات قديمة في أوقات حزنك.

المصادر:

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *