هل سمعت ببعض خرافات عن الموت ؟ يستقي الكثير من الناس معلوماتهم عن الموت من خلال التلفاز والأفلام.
على كل حال، إن ما يتم تصويره عادةً ليس دقيقًا.
إحدى أكثر المخاوف التي تعترينا نحن البشر هو الخوف من الموت، ولا يريد معظمنا التفكير أو القراءة أو التحدث عنه.
نتيجةً لذلك، غالبًا ما يتعرض الناس للتضليل في اعتقاداتهم بشأن ما يحدث عندما يموت شخص ما.
عدم امتلاك المعلومات الصحيحة قد يكثف مخاوفنا وقد يقودنا إلى خوف أكبر من الموت والخوف من دنو الأجل.
تبديد الخرافات وتقصّي الحقائق عن الموت قد يجعل الوقت العصيب الذي يرافق الموت أقل غموضًا.
في هذا المقال سنقدم لك 5 خرافات عن الموت يؤمن بها الكثيرون لكنها مغلوطة بالكامل.
خرافة رقم 1: إذا لم أكن موجودًا عندما يموت أحد أحبتي، فهذا يعني أني قاسي، فاشل، سيئ، أو شخص غير محب.
تحدثنا الدكتورة ماريلين ميندوزا بأنها قد عملت في إحدى المرات مع امرأة لم تستطع أن تكون مع والدتها عندما توفت وهذا ما جعلها تشعر بالذنب بشكل مريع لمدة سنة كاملة، وعندما شارف والدها على الموت، قررت أن تتعامل مع الأمر بشكل مختلف، لذا نقلته إلى منزلها وتناوبت هي وعائلتها في الجلوس معه حتى لا يكون بمفرده.
كانت تجلس معه معظم الوقت، وفي إحدى الأيام كانت لوحدها معه في المنزل عندما رن جرس الباب، قررت في البداية أنها لن تجيب، لكنها تذكرت أنهم كانوا ينتظرون طردًا، واعتقدت أن انشغالها لن يستغرق أكثر من دقيقتين وأن الوضع سيكون آمنًا إذا تركته لهذا الوقت القصير، وعندما عادت كان قد توفى.
محاولة تحديد متى سيموت أحدهم ما هي إلا واحدة من أسرار الكون.
ويبدو أن بعض الأشخاص ينتظر حتى يكون وحيدًا ليموت، بينما هناك أيضًا روايات عن أولئك الذين من المتوقع أن يموتوا ولكنهم ينتظرون حتى يشاهدوا الجميع.
لا يمكن لوجودنا أو غيابنا أن يتحكم بموت أحبائنا.
اقرأ أيضاً: 5 خرافات عن الحزن
خرافة رقم 2: مع اقتراب الموت، يجب أن أفعل كل ما هو ممكن لإبقاء أحبتي على قيد الحياة.
لا أحد يريد الموت لأحبابه، ولكن في نهاية الأمر إنه شيء خارج عن السيطرة.
يقلق الناس من أجل أحبابهم إذا نام الشخص كثيرًا أو لم يأكل أو يشرب وعندما يكونوا بحاجة لمعالجة ذلك.
ينام الناس كثيرًا في نهاية العمر بسبب انخفاض معدل نشاطهم، ويعتبر قلة الأكل والشرب أيضًا استجابة طبيعية لإعداد الجسم للموت.
إن عدم تناول الطعام أو الشراب ليس سببًا للوفاة، ولكن عامل المرض هو الأساس، ويمكن أن تكون هناك عواقب غير مقصودة إذا تم إجبار الميت على الأكل والشراب، حيث يمكن أن يسبب الاختناق.
خرافة رقم 3: يجب ألا نثقل الميت بدموعنا.
يعتبر الموت حالة عاطفية، يجعلنا حزينين ويعتبر البكاء أمرًا طبيعي الحدوث، فهو تعبير صادق عن مشاعرنا.
لا يستطيع أي أحد أن يبكي عندما يشعر بالحزن، ولكن إذا كنت ممن يبكون، فالتواجد مع شخص يموت هو بالتأكيد الوقت المناسب لهذا.
وفوق كل ذلك، يعد البكاء دليلًا على صدق اهتمامك.
خرافة رقم 4: يجب أن أكون دائمًا إيجابيًا مع الشخص المحتضر، حتى يتمكن من أن يبقى إيجابيًا ويعيش لفترة أطول.
من الجيد أن تكون إيجابيًا، ولكن الموت عملية فيزيائية، ولا يمكن لأي قدر من التفكير الإيجابي أن يمنعه.
قد يكون التركيز على الإيجابية وسيلة لتجنب إنكار حقيقة أن الموت قادم.
من الجيد التحدث عن السعادة والذكريات الجميلة، ولكن قد يكون ما يريده المحتضر أن يتحدث عما يحدث له وعما يشعر، فإذا كان قادرًا على الكلام استمع له ودعه يتحدث، فقد يكون لديه شيء مهم يريد قوله.
التواجد مع شخص يحتضر قد يعني ببساطة أن تجلس معه بهدوء أو أن تضع يدك على يده أو أن تقبله بلطف.
خرافة رقم 5: يستخدم دواء الألم لقتل الموت.
يعتقد الكثيرون اعتقادًا راسخًا بأن الأدوية مثل المورفين تسبب أو تسرّع الموت، ولكن الاستخدام المناسب للدواء لا يسرّع عملية الموت، بل يجعل الموت أكثر راحة.
إن عدم استخدام مسكنات الألم عندما يعاني أحد من أحبائنا سيكون بالتأكيد غير مقبول لأي منا، وقد يكون القلق من أن يسبب الدواء النوم المفرط ذو أثر سيئ على المريض.
ولكن كما ذكرنا من قبل، فالحقيقة أن حتى أولئك الذين يعيشون آخر أيامهم ولا يتناولون مسكنات الألم، ينامون أيضًا معظم الوقت.
ونستطيع أن نشعر هذه الأيام أننا محظوظون للعيش في الوقت الذي أصبح فيه الناس أكثر انفتاحًا للتحدث عن الموت وشؤونه.
فكلما استطعنا إدراك حقيقة الموت، كلما قل الألم الذي نعاني منه.
المصادر: