لطالما أثارت قصص انتحار الشخصيات المعروفة، بالإضافة إلى الوعي المتزايد بإيذاء النفس غير الانتحاري، نقاشات حول مدى حاجتنا إلى معرفة المزيد عن الأشخاص المعرضين للخطر، وكيف يمكننا المساعدة في منع ومعالجة الأشخاص بعيدًا عن الأذى والانتحار.
قد يكون آباء المراهقين تحديدًا يعانون من القلق والتفكير الزائد، حيث يعد فهم عوامل الخطر وعلامات التحذير من أهم الأشياء التي يمكن للآباء القيام بها لدعم أبنائهم المراهقين.
اقرأ أيضاً: أسباب انتحار الأطفال الصغار وماذا علينا أن نفعل
عوامل الخطر النفسي
بالإضافة إلى معرفة أن المرض النفسي والتعرّض إلى مستويات مرتفعة من الأحداث المجهدة.
إضافةً إلى التاريخ السابق لمحاولات الانتحار تجعل الأشخاص عرضة للخطر، فإن عوامل الخطر النفسي الأخرى التي لا نفكر بها أحيانًا لأنها “أشياء عادية بالنسبة للمراهقين” يمكن أن تكون أيضًا علامات تحذير.
بينما قد تكون مرحلة المراهقة وضغوطها متوقعة.
انتبه جيدًا فيما إذا ظهرت على ابنك المراهق أي تغيرات أو نوبات أكثر حدة وتكرارًا من التهيج والحزن والاكتئاب أو إحساس قوي بالفشل أو صراع كبير مع العائلة أو الأقران أو خسارة كبيرة لشخص عزيز أو تجربة إذلال أو خجل.
يطلعنا الباحثون والأطباء على دور عوامل الخطر هذه على المراهقين:
- اليأس هو الشعور بأن التغيير الإيجابي غير ممكن وأن المستقبل يحمل القليل من الأفراح أو الفرص.
يشعر المراهق اليائس بأنه عالق وعديم القيمة وغير قادر على التغيير. عندما يشعر الناس بهذه الطريقة، يمكن أن يبدو الانتحار بأنه خيار قابل للتطبيق.
- التفكير في الانتحار، أو التفكير في إيذاء النفس أو قتلها، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، خاصةً عندما تكون هناك خطة للقيام بالانتحار.
- السلوكيات المندفعة، مثل المخاطرة أو التصرف قبل التفكير، يمكن أن تجعل المراهقين يشعرون بمزيد من الكآبة وتقلل من تقديرهم لذاتهم، مما يساهم بخلق حلقة مفرغة من اليأس.
يقلل الاندفاع أيضًا الحواجز الطبيعية التي نشعر بها جميعًا لإيذاء أنفسنا، ويمكن أن يؤدي الاندفاع إلى عوامل خطر أخرى، مثل الإفراط في تعاطي المخدرات أو الكحول.
- عدم القدرة على حل المشكلات قد يؤدي إلى تعريض المراهقين للخطر، يقوم الأشخاص أحيانًا بمحاولات انتحار لأنهم لا يستطيعون إيجاد طريقة لتحسين حياتهم.
قد يحتاج المراهقون إلى المساعدة في إيجاد الحلول وتعزيز قدراتهم على حل المشكلات.
- الانفصال عن الآخرين يعتبر عامل خطر قوي. غالبًا ما يخبرنا أولئك الذين يفكرون في الانتحار أو يحاولون ذلك عن ندرة الترابط الاجتماعي، ويشعرون بالعزلة وقلة الانتماء.
ماذا نستطيع أن نفعل لنقلل من ظاهرة انتحار المراهقين
- الحوار، قد يكون التحدث إلى ابنك المراهق عن الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس أمرًا صعبًا ومثيرًا للقلق، ربما نشعر بالقلق من أن إثارة الانتحار قد تؤدي إلى القيام به.
ومع ذلك، فإن الاختباء من حقائق معاناة المراهقين يؤدي فقط إلى تآكل الثقة والعلاقة التي نتمتع بها معهم.
إن التحدث بلطف ودعم سيعلم ابنك المراهق أنك موجود من أجله ولا يخشى مواجهة مشاعره معًا.
- اسمح للمراهقين بالتعبير عن مشاعرهم واستمع لهم باهتمام وصبر وتفهّم.
على الرغم من أنك قد تشعر، بصفتك أحد والديه، بالرعب والحزن عند سماع المشاعر التي يشعر بها ابنك المراهق، إلا أنه يجب ألا تصدر أحكامًا وأن تستمع فقط.
عندما يكونوا جاهزين، ركز على إيجاد الحلول والخيارات معًا.
لا تنتقل إلى وضع حل للمشكلات قبل أن تتاح الفرصة للمراهقين للتعبير بشكل كامل عما يشعرون به.
في بعض الأحيان، يمكن لمجرد التعبير عن المشاعر بصراحة أن يقلل من أسوأها ويضع الأساس لطلب المساعدة.
- الأمان والدعم، إذا كنت تعتقد أن ابنك المراهق في خطر وشيك، اصطحبه إلى أخصائي نفسي على الفور.
تأكد من عدم إمكانية الوصول إلى الوسائل القاتلة أو المواد الخطرة.
إذا لم يكن لدى ابنك المراهق خطة للانتحار، فإن خطوتك الأولى هي مساعدته طبيًا للتحرك نحو الاستقرار العاطفي.
إننا نعلم أن العلاج يقلل من مخاطر محاولات انتحار المراهقين والشباب.
لذا فإن الحصول على مساعدة احترافية لابنك المراهق في أقرب وقت ممكن أمر في غاية الأهمية.
قد تخشى أن تنتهك ثقة ابنك المراهق، ولكن اتخاذ خطوات لضمان سلامته هي الأولوية القصوى وتؤدي دائمًا إلى بناء الثقة في النهاية.