هل سبق أن بحثت عن طرق أفضل لـ التعامل مع المشكلات ؟
يُفضّل العديد من الأشخاص وضع ما يقلقهم في صندوق محكم الإقفال.
لاعتقادهم بأن أي نقاش يخصّ ما يزعجهم، سيتحوّل إلى خلاف أكبر، أو جدال لا حل فيه.
ومن الطبيعي أن يحتوي هذا الصندوق على جميع الاحتياجات والمشاعر غير المعبّر عنها.
لأنها من وجهة نظرهم، ليست ذات قيمة، ولا فائدة تُرجى من مشاركتها.
إنّ النّظرة السلبيّة تجاه أي نقاش وحوار يدور حول المشكلات، والاعتقاد الدائم بأنه سيؤدي إلى احتدام المشكلة، هي بالحقيقة ما يفاقم المشكلة، ويبُعد احتمال الحل عنها.
تعود جذور الإحساس بعدم الاستحقاق للاحتياجات والمشاعر إلى البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الإنسان.
فالجو العائلي الذي لايحترم مشاعر الأبناء واحتياجاتهم ويصنّفها على أنّها أشياء غير مهمة أو حتى مغلوطة، ستدفع بهم لرمي ما يحسّون به وما يقلقهم على جنب، وتنزع القيمة عن احتياجاتهم.
في الوقت نفسه، فإن تفادي الخوض في هذه النقاشات، ليس إلاّ نتيجة تأثير التجارب السّابقة المُعاشة، والتي رسّخت في الذّهن، أن النّهاية الحتمية لأي حوار هي المزيد من المشاكل والألم.
وكمَثل كرة الثلج، تراكم المشاكل والمشكلات، سيزيد من حجمها، لكنّ ذوبانها وانحلال المشاكل في النهاية، ليس أمراً مستحيلًا.
من هنا، تتعمّق أهمية اكتساب مهارات تواصل جيدة، تُفكّك المشكلة من جذورها، وتستبدل الخوف من النقاش، بالمواجهة بذكاء.
كما تساعد على البدء بإضفاء القيمة والأهميّة على ما يدور في النفس من أفكار واحتياجات ومشاعر.
وبالتالي احترامها ودفع الطّرف الآخر إلى احترامها وأخذها بعين الاعتبار.
لذلك، يُمهد التدريب على هذه النصائح العمليّة، الطريق لتعلّم إدارة النقاشات، ويزيد التفاهم بين الأطراف، ويقرّب الحل.
1- التّعامل مع الانتقادات بطريقة أقل دفاعيّة.
تكبر الفجوة بين الطرفين أثناء النقاش، عندما يأخذ أحد الأطراف موقفًا دفاعيًا دائمًا، ويفسّر الأمور على هواه، ويعطيها حجمًا أكبر من حجمها الحقيقي.
لذلك، من المهم وضع الشخص لنفسه مكان الآخر، وتقبّل ما يقوله بصدر رحب، لفهم مشاعره الحقيقيّة، وتكوين صورة أوضح وأعمق عن المشكلة.
اقرأ أيضاً: 5 خرافات عن الحزن
2- أخذ استراحة من النّقاش عند الانفعال.
عند احتدام النقاش، قد يشتد الانفعال والتوتر، فيضيع هدف النقاش الأساسي، وتتفاقم المشكلة وتزداد حدّتها.
فيكون من الضَروري عندئذ، أخذ وقت مستقطع، والتنفس بعمق، لإعادة ضبط الأعصاب، والسّيطرة على الانفعالات والغضب التي من شأنها هدم أي فرصة للحل.
3- الإصغاء لما يقوله الآخر لغاية الإصغاء لاغير.
يُشكّل الإستماع الفعّال، الحجر الأساسي الذي تستند عليه العلاقات الصحّية،
لذلك،فإنّ تعلّم الإصغاء للطرف الآخر دون مقاطعة، وبعناية وتركيز شديدين، وعدم التجهيز لردود هجوميّة على مايقوله، من أهم الخطوات التي تبني جسور التفاهم، وتقرّب الأطراف.
إن أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا، خلوّ العلاقات الصحيّة من المشكلات،
لذلك يكون تجنّبها والهرب منها الحل المنطقي للكثيرين، الأمر الذي يُفاقم المشاكل ويوسّع الهوّة بين الأطراف.
لهذا السبب، تعد مواجهة المشكلات بذكاء، عبر تعلّم مهارات التواصل، أولى الخطوات لـ التعامل مع المشكلات وتمكين جذور التفاهم، للوصول إلى نقاش هادف يُشعر الأطراف المتحاورة بالاحترام والتقدير.
المصادر