يُعرّف التّسحّج العصبي أو هوس كشط الجلد القهري (excoriation or skin picking disorder) على أنه اضطراب نفسي مزمن، يتمثّل بالرغبة الملحّة والمتكررّة لكشط وحكّ الجلد، بصورة قهرية.
وبطريقة تؤذي الجلد وتعرّضه للنزوف والالتهابات.
الأمر الذي يُحدث ندوبًا ظاهرة للعيان، وأخرى غائرة في النفس.
فكثيرًا ما تُثير البثور والتّقرحات، رغبة البعض منّا في حكّها وتقشير مكانها.
إلاّ أنّ مريض التّسحّج العصبي يذهب إلى أبعد من ذلك.
لأنّ محاولاته في إزالة البثور ، أو جعل بشرته صافية. تؤدي إلى نتائج كارثية، ومعاناة قد تستمر لساعات في كشط الجلد وتقشيره،
مستخدمًا إمّا أظافره وأسنانه، أو أدوات أخرى كالملاقط والمقصات.
وبسبب هذا الهوس والحاجة الشبه دائمة لكشط الجلد، يرتبط التّسحُّج العصبي باضطراب الوسواس القهري،
كما ويعد نوعًا من أنواع السلوكيات الجسدية المتكررة(BFRBs)، ويترافق في 38% من الحالات مع اضطراب نتف الشعر.
تبدأ أولى علامات الأعراض عادًة في بداية سن المراهقة، إلّا أنه يُصيب جميع الفئات العمرية، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال.
ومن الممكن التمييز بين ما يُعتبر ضمن الممارسات الطبيعية، وبين التّسحُّج العصبي عن طريق التّعرف على أعراضه وتظاهراته.
اقرأ أيضاً: ما هو هوس نتف الشعر : الأعراض والأسباب والعلاج
أهم أعراض هوس كشط الجلد القهري
- الاستمرار بكشط وحكّ الجلد بصفة دوريّة، مهما تسبّب ذلك في جرح وأذية تلك المنطقة.
- محاولات متكررة للامتناع عن هذا السلوك.
- معاناة المصاب من الإحباط والخزي عند فشله في التوقف عن كشط جلده.
- من الممكن أن تقف الندوب والجروح عائقًا أمام حياة المريض الاجتماعية والمهنية.
- لا يعود سبب كشط المريض لجلده إلى سبب مرضي أو اضطراب نفسي آخر.
- يدفع التوتر والقلق بعض المرضى للّجوء إلى كشط جلدهم، أمّا البعض الآخر فقد يمارس هذا السلوك من دون وعي أو إدراك.
أسباب التّسحُّج العصبي
- يرجّح الباحثون تدخّل العوامل الوراثية والجينية في تحريض الإصابة بالتّسحُّج العصبي.
ففي حال كان أحد من العائلة(سواءًا من الوالدين أو الأقارب)، مشخّص باضطراب الوسواس القهري، تزداد احتمالية إصابة الأبناء به.
- كما تلعب الضغوط النفسية والتوتر والقلق دورًا في تحفيز الاصابة بالتّسحُّج العصبي، فكلما حكّ المريض جلده، كلّما أحس براحة تلهيه عن ما يقلقه.
علاج هوس كشط الجلد القهري
يعتمد علاج التّسحُّج العصبي على شقّين، علاج نفسي وآخر دوائي.
- يرتكز العلاج النفسي على نوع من الجلسات العلاجية الحوارية، تدعى بالعلاج السلوكي المعرفي(CBT).
يساعد هذا العلاج المريض على فهم المشاعر والأحداث التي تُثير فيه رغبة ممارسة السلوك المؤذي من حكّ وكشط الجلد.
ومحاولة استبدال هذه الممارسات مع الوقت، بأخرى أكثر صحية،
- وقد ينصح الأطباء بتناول مضادات الاكتئاب، بالأخصّ مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين(SSRIs)، وذلك للسيطرة على الأعراض وتخفيفها.
المصادر