إن الأشخاص الذين يعانون من الصمت الانتقائي Selective Mutism لا يستطيعون التحدث في مواقف اجتماعية معينة ويكونون غير قادرين على الكلام حرفيًا.
يُعرف بأنه اضطراب قلق شديد يشعر فيه الشخص المصاب باستجابة متجمدة في الكلام مع مشاعر الذعر، ومع مرور الوقت سوف يتوقع الشخص المواقف التي قد تثير لديه هذا الاضطراب ويفعل كل ما بوسعه لتجنبها.
يستطيع الأشخاص الذين يعانون منه بالتحدث بحرية إلى أشخاص معينين كالأقارب أو الأصدقاء المقربين عندما لا يكون هناك أي شخص آخر يثير لديهم الاستجابة المتجمدة للكلام.
يبدأ الصمت الانتقائي عادةً في مرحلة الطفولة، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ إذا بقي من دون علاج.
علامات الصمت الانتقائي عند الأطفال
يبدأ الصمت الانتقائي في مرحلة الطفولة المبكرة، بين عمر سنتين و4 سنوات.
غالبًا ما يُلاحظ لأول مرة عندما يبدأ الطفل في التفاعل مع أشخاص خارج أسرته كالحضانة أو المدرسة.
يتجنب الطفل الاتصال بالعين عند شعوره بالاضطراب وتظهر عليه بعض الصفات التي يصبح فيها الطفل:
1- عصبي أو مضطرب أو محرج اجتماعيًا
2- خجول
3- قاسٍ أو متوتر
4- عنيد أو عدواني
يمكن للأطفال الأكثر ثقة بأنفسهم والذين يعانون من الصمت الانتقائي أن يستخدموا الإيماءات للتواصل، كأن يقوموا بهز رؤوسهم ب “نعم” أو “لا” أو أن يتحدثوا عن طريق الهمس.
اقرأ أيضاً: أسباب انتحار الأطفال الصغار وماذا علينا أن نفعل
أسباب الصمت الانتقائي عند الأطفال
يعتبر الخبراء أن سبب الصمت الانتقائي ليس واضحًا تمامًا، لكن من المعروف أنه مرتبط بالقلق.
ويمكن أن يشعر الطفل بالضيق الشديد والقلق في عدة ظواهر أو أحداث يومية في حياته مثل:
- عندما لا يستطيع الطفل التحدث والتعبير عن حالة انفصال يمر بها.
- إذا كان لدى الطفل اضطراب في الكلام أو اللغة أو مشكلة في السمع تجعل التحدث أكثر إرهاقًا بالنسبة له.
- قد يعاني بعض الأطفال من مشكلة في معالجة المعلومات الحسية لديهم كالضوضاء الصاخبة أو الصخب في الحشود حيث يصبح فيها الأطفال غير قادرين على التحدث في بيئة مزدحمة.
تشخيص الصمت الانتقائي عند الأطفال وعلاجه
من المهم جدًا الكشف عن الصمت الانتقائي في وقت مبكر من قِبل العائلة أو المدرسة ليتمكنوا من متابعة حالة الطفل.
ومن الممكن الاستعانة بطبيب مختص لمعالجة حالة الطفل وعدم القبول بالرأي القائل بأن طفلك “خجول فقط”
في البداية قد يرغب الطبيب في التحدث إليك دون حضور طفلك، لذلك يمكنك التحدث بحرية عن أي مخاوف لديك بشأن الطفل وسلوكه.
وقد يحتاج الطفل لاختصاصي أمراض النطق والكلام لجعله يشعر بالراحة عند التحدث في جميع المواقف وإجراء اختبارات له قد تشمل:
1- التحدث مع الأهل عن تطور الطفل والتاريخ الطبي له.
2- فحص سمع الطفل.
3- معرفة مدى جودة حركة شفتي وفك ولسان الطفل.
4- رؤية مدى فهم الطفل لما يقوله الآخرين له.
5- الاستماع إلى مدى جودة الكلمات والإجابة عن الأسئلة.
الصمت الانتقائي عند البالغين
عندما يصاب الشخص البالغ بالصمت الانتقائي فإنه يفتقر إلى المؤهلات والتفاعل الاجتماعي والقدرة على الوصول إلى إمكانيات أكاديمية أو مهنية لأنه يصبح غير قادر على المشاركة الفعالة في الحياة اليومية.
علامات الصمت الانتقائي عند البالغين
- لا يتحدثون في مواقف محددة.
- يتحدثون بشكل طبيعي فقط في المواقف التي يشعرون فيها بالراحة، مثل عندما يكونون في المنزل أو برفقة أشخاص مقربين.
- استمرار عدم قدرتهم على التحدث مع أشخاص معينين لمدة شهر واحد على الأقل.
- عدم قدرتهم على الكلام يتعارض مع قدرتهم على العمل.
علاج الصمت الانتقائي عند البالغين
سيتمكن الأشخاص بالتغلب على الصمت الانتقائي من خلال تقديم المعالجة المناسبة لهم، لكن كلما تأخروا في تشخيص الحالة كلما استغرق الأمر وقتًا أطول.
تعتمد فعالية العلاج على عدة خطوات وهي:
1- كم من الوقت استمر الشخص يعاني من الصمت الانتقائي.
2- هل يعاني الشخص من صعوبات أو مخاوف إضافية في التواصل أو التعلم.
3- تعاون كل من يشارك الشخص في حياته الأسرية أو العملية.
4- لا يركز العلاج على التحدث بحد ذاته فقط، بل يركز على تقليل القلق المرتبط بالحديث.
ويعد من أكثر أنواع العلاج فعالية هو العلاج السلوكي المعرفي والعلاج السلوكي:
العلاج السلوكي المعرفي
يساعد الشخص في التركيز على طريقة تفكيره في نفسه والعالم والآخرين وكيف يؤثر إدراكه لهذه الأشياء على أفكاره ومشاعره.
كما يتحدى العلاج السلوكي المعرفي المخاوف والمفاهيم المسبقة للشخص.
يعمل العلاج السلوكي أيضًا على تعزيز السلوكيات المرغوبة واستبدال العادات السيئة بالعادات الجيدة.
وبدلًا من فحص ماضي الشخص وأفكاره، فإنه يركز على المساعدة في مكافحة الصعوبات الحالية خطوة بخطوة للتغلب على المخاوف.