هوس نتف الشعر (اضطراب شد خصل الشعر) (Trichotillomania)، وهو عبارة عن اضطراب نفسي مزمن لا يستطيع المريض المصاب به مقاومة رغبته الملحّة والمتكررة، في نتف شعر رأسه أو حواجبه أو رموشه أو أماكن أخرى من جسمه.
وعلى حسب تقديرات الباحثين، فإنّ نسبة الإصابة باضطراب نتف الشعر تتراوح بين 2_5%.
تبدأ الأعراض عادةً في الظهور في بداية سن المراهقة (السن الأكثر عرضة لحوادث التنمر)، وتفوق أعداد الإناث المصابات به، أعداد الذكور.
قد تنجح محاولات بعض المرضى أحيانًا في السيطرة على أنفسهم، إلّا أنّ الوعي بماهيّة الاضطراب والبدء بالالتزام بالعلاج، يكون ضروريًا عند الأغلبية، وذلك لمساعدتهم في التغلب على الأعراض وعوامل الخطر المحتملة.
أعراض هوس نتف الشعر
قد تكون ممارسات نتف الشعر وسيلة للتعبير أو التعامل مع مشاعر التوتر والقلق عند بعض الأشخاص، أو تكون تلقائية تحدث دون وعي البعض الآخر.
ويتظاهر اضطراب نتف الشعر بعدة تظاهرات منها
- يشعر المصاب بالتوتر والانزعاج في حال قاوم رغبته في نتف شعره.
- يغمره إحساس بالراحة والرضا عندما يمارس هذا السلوك من شد الشعر ونتفه، وأحيانًا مضعه أو أكله.
- تظهر نتيجًة لذلك بقع غير مستحبّة الشكل، من الصّلع الكلّي أو الجزئي في فروة رأسه، أو قد يفقد المصاب شعر رموشه أو أجزاءًا من حواجبه أو لحيته.
- يؤدي ذلك بطبيعة الحال، إلى تدني ثقته بنفسه والإحساس بالذنب والضيق، ممّا يؤثر سلبًا على حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية.
- يلجأ المصاب في أغلب الأحيان إلى إخفاء هذا السلوك عن من حوله.
- كما يستعين بعدّة طرق (كالشعر المستعار أو المكياج)، لتغطية هذه الأماكن ذات الشعر الخفيف.
- يترافق اضطراب نتف الشعر عادًة بقضم الأظافر أو عضّ الشفاه، وقد يمارس المصاب سلوك نتف الشعر على الدّمى أو الحيوانات.
اسباب هوس نتف الشعر
لا تزال الأسباب الدقيقة لاضطراب نتف الشعر غير واضحة، ولكن تشترك العديد من العوامل في تحفيز الإصابة به
- تلعب العوامل الوراثية ووجود أقارب مصابين بهذا الاضطراب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة به.
- كما يكون المريض المشخّص باضطرابات نفسية أخرى كالوسواس القهري والاكتئاب، أكثر عرضة للإصابة باضطراب نتف الشعر.
- يلجأ البعض لنتف الشعر عند التعرض للضغوط النفسية والتوتر. كطريقة غير صحيّة للتنفيس عن هذه المشاعر.
- أو يكون هذا السلوك وسيلة لإلهاء النفس عن الآلام والمعاناة النفسية، عن طريق الأذى الجسدي.
- يضاعف الخلل في التوازن الهرموني ( أثناء البلوغ أو الحمل) خطر تطور هذا الاضطراب.
- كما يصنّفه بعض الخبراء كنوع من أنواع الإدمان، فمشاعر الراحة والسعادة التي تنتاب المريض بعد نتف شعره، قد تجعله يكرّر هذا السلوك مرة أخرى.
عواقب هوس نتف الشعر
يعتقد الأغلبية أنّ سلوك نتف الشعر القهري المتكرر، مجرد عادة سيئة، ويعمد الأشخاص المحيطين بالمريض إلى إطلاق الأحكام عليه دون فهم ما يعانيه.
إلّا أنّ المضاعفات المترافقة مع اضطراب نتف الشعر تُعرقل حياة المريض وتؤثر سلبًا على نواحي مختلفة منها، مثل
- الشعور بالذنب والإحباط بسبب عدم قدرة المريض على التحكم بإيقاف هذا السلوك.
- تدنّي الثقة بالنفس و الاحساس بالحرج والاكتئاب من التغيير الشكلي الذي ينتج عن نتف الشعر المتزايد.
- العزلة الاجتماعية على الصّعيد الشخصي والمهني.
- إزدياد خطر الإصابة بالالتهابات وحدوث الندب مكان اقتلاع الشعر، كما قد يبطء النتف المتكرّر نمو الشعر من جديد أو يوقفه.
- بالإضافة لذلك، فإنّ أكل الشعر بعد نتفه يؤدي إلى مشاكل صحية جمة، كالتقيؤ وفقدان الوزن وانسداد المجرى الهضمي.
اقرأ أيضاً: الشفاء من العار: 5 خطوات لـ مغفرة الذات
كيف يعالج اضطراب نتف الشعر
ساعدت العديد من الخيارات العلاجية المصابين باضطراب نتف الشعر على تخفيف أعراضه، أو حتى الشفاء منه.
ولعلّ أكثر هذه الأساليب العلاجية شيوعًا، نوع من أنواع العلاج السلوكي المعرفي يدعى بالتدريب على قلب العادة(habit reversal training).
يهدف هذا العلاج إلى مساعدة المريض على فهم الأسباب والتعرف على الحالات والمشاعر التي تدفعه للقيام بنتف شعره.
ومحاولة استبدال هذه الممارسات المؤذية، بأخرى أكثر صحية.
كما أثبتت دراسة جديدة، فعالية تناول الأدوية التي تحوي في تركيبها على الحمض الأميني، اسيتيل سيستين_N، في التخفيف من شدة الأعراض.
وكغيره من الاضطرابات النفسية، يؤثر وجود محيط عائلي داعم ومتفهم ومدرك لأهمية اللجوء إلى العلاج، على التعامل مع اضطراب نتف الشعر وتخفيف آثاره السلبية على حياة المصاب.