لا يوجد شيء صادم في هذه الحياة أكثر من سماعنا عن انتحار الأطفال الصغار، فمن الصعب أن نستوعب أنّ أطفالاً في سن الخامسة يمكنهم التفكير في قتل أنفسهم.
يوجد اعتقاد راسخ بين البالغين أن الأطفال الصغار ليس لديهم القدرة على التخطيط أو استيعاب أن الموت يؤدي إلى إنهاء الحياة لاتخاذ هذا القرار بشكل واعي، ولكنهم بكل الأحوال يفعلون ذلك.
لطالما كان عدد الأطفال الصغار الذين يقتلون أنفسهم قليل، ولكنه يتضاعف بثبات مع الوقت.
تقول المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار أنه بشكل عام، يوجد وسطيًا 123 حالة انتحار في اليوم. وبالنسبة للشباب الصغار، هناك حادث كل خمسة أيام.
قد لا تعكس هذه الأرقام الحقيقة، حيث أنه لم يتم الإبلاغ عن المحاولات الفاشلة، كما من الممكن أن تعتبر بعض الحالات المرتكبة مجرد حوادث.
اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع منشورات الانتحار على وسائل التواصل الاجتماعي
فيما يلي بعض الحقائق التي يجب معرفتها عن انتحار الأطفال:
- وفقًا للبيانات الصادرة عام 2016 من مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، من المرجح أن يقتل الأطفال الصغار أنفسهم عن طريق الشنق والخنق، وتعتبر البنادق من أكثر الطرق شيوعًا عند الانتحار.
- قد يكون شعور الأطفال بالاكتئاب واليأس من العوامل الأساسية. ولكن أكّدت دراسة أجريت عام 2016 أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) كان عاملاً مسببًا بنسبة 60% لمحاولات الانتحار، بينما كان 33% فقط من الأطفال يعانون من الاكتئاب.
بسبب تشابه الأعراض، قد يكون بعض الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه يعانون من اضطراب ثنائي القطب بدلًا منه.
وجد بحث آخر من كلية الطب في ولاية بنسلفانيا أن الشره المرضي عند الأطفال الذين لا يتجاوزوا الستة أعوام يشكل خطر على الانتحار أكثر من الاكتئاب.
- يعتبر التنمّر من أهم العوامل المؤدية إلى الانتحار.
ففي هذه الأيام وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يعدُّ من الصعب الهروب من المتنمرين حتى عند البقاء في منزل.
- هناك عوامل أخرى تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للأفكار والسلوكيات الانتحارية.
- مثل الإيذاء الجسدي والتشوش الجنسي والسلوكيات المعادية للمجتمع، والإهمال والاعتداء الجنسي والسلوكيات العدوانية، إضافة للشعور بقلة الاستحقاق والأمل.
يصبح الخطر أكبر عند إقدام شخص آخر بالعائلة على الانتحار.
يتأثّر الأطفال الصغار بشكل كبير بالصراعات العائلية، بينما تؤثر العلاقات مع الأقران على اليافعين بشكل أكبر.
من الضروري أن نعلم أن انتحار الأطفال يحدث في عمر الخامسة، فماذا علينا أن نفعل؟
في البداية لا بد وأن ندرك إن فكّر الطفل في الانتحار، فهذا يدل على أنه يشعر بالكثير من الألم.
هناك خرافة قديمة تقول أنّك إن تحدثت مع شخص يريد الانتحار هذا سيزيد من خطر قيامه بذلك.
لكن بالطبع هذا الكلام غير صحيح، فعندما يتعلق الأمر بطفل صغير من الضروري أن تسأله بشكل مباشر إذا كان يفكر في إيذاء نفسه، لأنه لن يخبرك بهذا من تلقاء نفسه.
لا يمكنك أبدًا أن تخطئ عندما تتحدث وتستمع إلى طفل، ولكن تجاهل أفكاره ومشاعره يعد مشكلة أكبر بكثير، وقد يؤدي إلى نتائج مميتة.
يجب على الآباء التحدث إلى طبيب الأطفال والمعالج النفسي لمساعدة الطفل والأسرة على تخطي الأمر.
يستطيع الآباء أن يساعدوا أطفالهم ليزيدوا مرونتهم وقدرتهم على حل المشكلات من خلال سؤالهم عن الفعل الذي سيقدمون عليه في المواقف المؤذية والخطيرة التي قد يتعرضون إليها يومًا ما.
التدريب على هذه المهارات في بيئة آمنة يسمح لهم بالتفكير بالاحتمالات المختلفة، مما يجعلهم مستعدّين للتعامل بشكل أكثر فعالية مع الشدائد.
في الوقت الحالي، لا توجد أبحاث كافية عن مخرجات الأساس العلاجي للأطفال الصغار لنقول أن هناك نهج علاجي مثبت لتطبيقه.
وتخضع الاستبيانات والتدخلات المعدّة للبالغين والمراهقين، مثل التقييم التعاوني وإدارة الانتحار (CAMS)، إلى مراجعات لجعلها أكثر ملاءمة للأطفال الصغار.
ماذا يمكن للمدارس والمجتمعات أن تفعل؟
لا تملك بعض المدارس أي بروتوكول عن كيفية التعامل مع موضوع الانتحار.
لذا لا بد من تطوير منهج كهذا إضافة إلى تدريب أعضاء هيئة التدريس والموظفين في المدارس للتعامل مع الحالات المحتملة.
إن الموظفين في المدارس هم غالباً أول من يدرك بأن الطفل يواجه مشاكل.
لذا يجب على أي شخص يعمل مع الأطفال الصغار أن يكون متيقظاً لحقيقة أن الأطفال من أي عمر قد يكونون عرضة للأفكار والمشاعر الانتحارية.
فالتدخل وأخذ الأمر بجدية قد يمنع محاولة انتحار الأطفال الأصغر والأكبر سناً.
المصادر